مَنْ قالَ إنّ الصوت لا يُروى؟

01 مايو 2022
حسين البرغوثي (1954 - 2022)
+ الخط -

(إلى حُسين البرغوثي، في ذكرى ميلاده)


"ما زلتُ أسمع ذلك الصوت،
حتى في قبري"
يقول حسين.

ذلك ليس صوت الغرير
هو صوتك طفلاً،
تاه في البرية
لمّا تركتَهُ ثلاثين سنة يرعى بين الضواري،
وبين أسلاكٍ شائكة بناها الصدأ
على الحجارة.

منذ سفرك إلى سياتل،
أخبروه أنه أصبح زائداً عن الحاجة:
لم يَرْوِه أحدٌ في الصيف،
(من قال إنّ الصوت لا يُروى؟)
ولا غطّوا جسده المرتعش في الشتاء.
(تعرف الارتعاش؟ هو تَرَدُّدُ الصوت
في الفلوات).

صار يبكي أكثر يا حسين عندما اقتربت طائرتك من عمّان،
كان يعرف أنك مريض.
بكى صوتك الطفلُ كثيراً لأن السرطان
لم يُعجِّل في موت جسدك فقط،
بل سرَّع في تلاشيه هو.
لقد قُطّعت أحباله،
تلك التي تنمو مختبئة
محاذاة جذور اللوز.

ما زلت أسمع صوتاً قادماً
من الجبل البعيد:
يا حسين، ستكون بَيْنَ ما تُريد
وسيظلّ صوتك يبحث عن اسم جديدٍ
بلا جذور. 


* شاعر من فلسطين

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون