كانت مرّةً
مقصد دجاج البلد،
ليأكل.
فيها ينبش
منها يلتهم
عليها يلهو
ويتعارك.
عند مغيب الشمس
يقود كلُّ ديكٍ دجاجاته
نحو بيوت
لا ما يضيء دروبها.
قصصٌ يرويها كبارنا
ويصعب تصوّرها اليوم.
فلا ديوك
سوى في السياسة،
والدجاج فقط في الثلاّجات.
وما الذي كان في مزابل قُرانا؟
حتى الأكياس نادرة،
يقولون.
أذكر جدّتي كيف
ظلّت تجمع
الكيس على الكيس
في النّمليّة
وتُعيد استخدامها
بتوفير وتقتير
بلا تفكير ولا تدوير.
مزابل جدّاتنا خضراء
فلا طلاء أظافر
ولا أحمر شفاه
ولا أخضر
ولا ليلكي
ولا مناديل معطرة
وبرفانات.
لا مبيدات على الرفوف
ولا كيماويات
ولا زجاج يُرمى
ولا بلاستيك وعبوات.
أردت القول لـ Green Peace
وفخامة منظّمة الـFao
إنه حين تتراكم بيانات التفجّع
على البيئة
يجدر استعادة مزابل فلسطين،
من نكبة الثماني وأربعين،
بحنين يوازي فقدان فراديس
وبقصائد أسخى وأسخن دمعاً
من عيون شياطين جاهليّينا
على أطلالهم
وسخونة سرديّات حداثيّينا
على أطلالنا.
* شاعر من فلسطين