ليمونات جاك سبايسَر
تَتدَعثَرُ
من الجريدةِ المُكرمَشة
فتَهبطُ على راحَتِكْ
حقيقةً ثقيلةً، ملموسةً
تَكوُّراً
زَيتيَّاً، مُسكِراً
قنابِلَ يدويَّةً صلبةً
لها أطرافٌ مثل الحَلَمات
بَرَّاقة في ضوء الشَّمس -
كلماتٍ ممسوحةً في
مُعجَمٍ مائيّ.
■■■
عند العدِّ لعَشرة ستَجِدُ نفسكَ في الكلمة
(إلى مراد نعمَت-نِجات)
1
العينُ تُعايِنُكَ، بلا انقطاع -
أنتَ عَين
2
تَرجُمك صخرةُ اللغة
تُؤسْفِنُكَ في ذلك الشَّرخِ الأعمى
ليس لأنَّك تعملُ مستخدماً أدوات جديدة
أو حجارة جديدة لِتَبني حِصناً ضد الزوال
ليس لأنّ عقلكَ يروح ويجيءُ
فالمسألةُ تتجاوز الجغرافيا
ليس الأمرُ أنَّك قطعتَ جسراً -
- لا، لستُ أتحدَّثُ عن ذلك الجسر
حيثُ الجِنِّياتُ يأخُذنَ صورَ "سيلفي" ببلوزاتهِنَّ الشفافة
كاشِفاتٍ عن أسنانهنَّ المقوَّمة، والسيارات تتحرك تحتهُنّ
تينكَ النَّحلاتُ الشَّكِسَةُ بأسرابِها فوق النّهر؛
إنّي أتحدَّثُ عن الشارع الإسفلتي
حيث رأيتَ الكلاب الجائعة
تطلبُ التَّحكُمَ بعمليَّتَين هامَّتين، هما العُزلة
والارتماءُ في الدنيا -
3
مثل زهرِ الخوخِ
لطالما كانَ الشَّرخُ موجوداً
نظرتَ إلى الفراغِ بعينِك
فبادلَك النَّظَر
أحبَّكَ الفيروسُ
أصابَك بالشَّلل، بوحشيةٍ، وبلُطْف -
- ليس شيئاً جديداً
لطالما كُنتَ كذلك
تَذكُر، عندما كنتَ طفلاً،
كُنتَ تهمس الكلماتِ لنفسكَ على الدوام
وتجلسُ تحت شجرةِ التّين بأوراقها المُغبَرَّة
مثل راحةٍ خضراءَ لعملاقٍ ودود
كُنتَ تهمس الكلماتِ بلغتكَ الأُمّ
باللسانِ الآخرِ لذاتِكَ السّاكِنة
لكي تجعَلها مِلكاً لَكْ
مثل قارِضٍ يَقضمُ حوافَ الكتب
- هل جعلتَها مِلكاً لك؟ هل صارَت تُطيعك؟
لا عليك، تابِع التحديقَ بالهاويةِ التي اختَرتْ
بالهاويةِ التي ردَّتْ،
وأحَبَّتكْ.
4
düş (تركية، وتُلفَظ: دوش)
1. (اسم) حلُم
2. (فعل) اسقُط
بصيغة الأَمرْ
إذن هذه هيَ
لُغَتك الحُلم-السَّقطة،
من بين كل الأحلامِ الأُخرى، احتَفظتَ به
هذا الحلمُ اللغةُ-السَّقطة
الأعَزُّ لديك
الحلمُ-اللغةُ الذي تملَّصَ منك
وغمزكَ مع ذلك بعينٍ لَعوب،
ثم غَطّى رأسهُ بطاقيّة.
5
هذه رحلتُك
عند الواحِد، تكونُ قد دخَلْت
بذرةً صلبَة ولكن هَشَّة
عند الاثنَين، لا تعودُ موجوداً
تُنفى إلى ذاتِك
تصرخُ البِذرةُ عندما تراكَ ترحَل
وهي تُفلِتُك
عند الثلاثة، تعرِفُ أنَّكَ أنتَ الحاضِر
عند الأربعة، تقِفُ مُرتاعاً في الشمس
يرفضُ جرحُكَ الالتئام،
يرافِقكَ، ندبةً أزليَّةً
عند الخمسة، تُغرَمُ بالنّعومَةِ اللَّيليَّةِ في الأعلى هناك
ويَسحَرُكَ وجهها الدائريُّ المتورّد
عند الستة، تنتظرُ عند الباب
حالِماً بهَوَّة
عند السبعة، وأنتَ تسقُط، تُفلِتُ كُلَّ شيء،
عند الثمانية، تطفو
عند التسعة، ترجُّ ومضاتٌ، تنفَجِرُ، تصيبُكَ بالعَمى
عند العشرة، ترجِعُ إلى البذرة
ترجِعُ إلى الكلمة.
■■■
إيميلي ديكنسون تُصبح إي إي كامينغز
حَلَّتْ نشازاً فِضيَّاً
زُرقَةً مُختالةً - جِصّاً مقدَّساً -
جوهرةً شفيفَةً، يَعني، السَّماء
على أهدابِ نيسانَ الخَدّاع
ثُمَّ مِثلَ فراشةٍ تأرجَحَت -
قاطِنةً بين الصَّفحات
وتعثَّرَت - وسفعَ اليومُ
جِسمها بِـأسهُمِه السَّيالَة
واستكانَت بين الإشاراتِ، البساتينِ
التي داسَتْها عِملاقةٌ رماديَّةُ الشَّعر
بارَكَت الشَّجَر، وأولاد المدارس -
وحدَّقت بـالنّاسِ والغُرَف – باستغرابٍ
حَلَّتْ نشازاً فِضيَّاً -
أبهرَ وجوديَ الصَّغير -
وأخذَتني قدماً، أنا الكائنُ الهزيل -
وبِـأجنِحَةٍ خُضنا النَّهرَ معاً.
■■■
زهراتُ أرجوانٍ كما رأتها هيلدا دوليتل
قطراتُ ورديٍّ، وصوفانٌ بنفسجيّ
تنتَظرُ انبجاسَ الشُّعلةِ
الكامنة
العروسُ بخدودها المُحمَرَّة
في الخارجِ على اللِّحاء أشَنيِّ الخُضرَة
تَدخلُ أغنيَة
تَنكَشِفُ انثِناءاتٌ ناعمةٌ، وافِرَةٌ
خجلانَةٌ، مشدودةٌ، مُنتَصِبة – تستلقي بانتظارِ
حشدَ المَشارِقة
مخالِبُ زَبَدِ هوكوساي البيضاءَ
تُعلِنُ هزيمتها
أمامَ جذعِ طقسوسَةٍ لها ألفُ لسان.
* ترجمة: أنس طريف
بطاقة
Fahri Öz شاعر وأكاديمي ومترجم تركي من مواليد 1969 في منطقة مانافجات بأنطاليا. من أعماله الشعرية: "المشروطيّة غائمة كليّاً.. 15 درجة مئوية واحتمال سقوط الأمطار صفر" (2019). ترجم العديد من الأعمال الأدبية من الإنكليزية إلى التركية، كبعض أعمال كريستينا روسيتي، وجاك لندن، ووليام بروز، وبوب ديلان، والأعمال الكاملة لوالت ويتمان وإيميلي ديكنسون، كما أعدّ مختارات قصصية، من بينها: "الحياة قصيرة.. بروست طويل". فُصِل من عمله بجامعة أنقرة عام 2016 بعد توقيعه على بيان أطلقته مجموعة "أكاديميون من أجل السلام".