لوسيان فرويد.. المرسم بوصفه فضاء للوحة

29 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

انغمس الفنان البريطاني لوسيان فرويد (1922 – 2011) في بداياته في السريالية التي عكست دوافع نفسية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأفكار جدّه، المحلّل النفسي النمساوي سيغموند فرويد، قبل أن يتجه لاحقاً إلى الواقعية والتشخيص، مطوّراً أسلوباً خاصاً في الرسم يعتمد على تعابير وجوه غريبة ومعقّدة.

وعبّرت لوحاته ذات الطبقات السميكة عن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث الإنسان يعيش حالة مكثّفة من القلق والتوتّر الشديدين وصعوبة التصالح مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها تداعيات الحرب الكونية التي ذهب ضحيّتها عشرات الملايين.

"لوسيان فرويد.. وجهات نظر مختلفة" عنوان المعرض الذي يُفتتح مساء بعد غدٍ السبت في "الغاليري الوطني" بلندن ويتواصل حتى الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، ويستعيد المراحل المختلفة من تجربته التي لا يمكن فصلها عن السياق التاريخي الذي نشأ فيه.

يضمّ المعرض أكثر من ستّين لوحة أتى بعضها نتاجاً لدراسات قام بها الفنّان لعدد من شخصيات عائلته والأصدقاء المحيطين فيه، كما استحوذ مرسمه على مكانة خاصّة بوصفه مسرحاً لأعماله وموضوعاً في حدّ ذاته، كما يتمّ التركيز على لوحاته الأولى التي كان الجسد ثيمة أساسية لها.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تمسّك فرويد ــ الذي تمرّ مئوية مولده هذا العام ــ بالرسم، ولم يبحث عن وسائط فنية أخرى للتعبير عن رؤاه، ولطالما نُظر إلى رسوماته بوصفها تعبيراً عن حياته الخاصّة ومقاربته العامّة أو الفلسفية تجاهها، حيث تُعرض لوحة زوجته الأولى كاثلين، المعروفة باسم كيتي، والتي تحدّق في الفراع أثناء حمل قطّة صغيرة تكاد تخنقها.

وتحضر أيضاً زوجته الثانية كارولين بلاكوود في عمل آخر وهو يتمدّد خلفها، في لحظة تبدو سابقة لاندفاعهما نحو بعضهما بعضاً، كما تظهر في عدد من اللوحات أجساد تنتفخ أكواماً من اللحم في حالات استلقاء أو نوم على كرسي في الاستوديو الخاصّ به.

ورسم فرويد أيضاً اثنين من أبرز مجايليه من الفنانين البريطانيين، وهما ديفيد هوكني وفرانسيس بيكون، حيث كان الثلاثة جزءاً من "مدرسة لندن" إلى جانب فرانك أويرباخ، مايكل أندرواس، روبرت ماكبريد، ليون كوسوف، و ر. ك. كيتاغ، والذين انخرطوا في دراسة لوحة ما بعد الحرب حيث ركّزوا جميعاً على التجسيد في مواجهة الطليعية والفن المفاهيمي اللذين سادا آنذاك.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون