بالنسبة لأولئك منّا الذين يقدرون جرعة جيدة من الكافيين في الفجر، لا بد من تدبيج ثناء عال للبُن اليمني؟
تَكَفْيَن كي ترسم مشهدًا من الاستمتاع، صبحاً ومساء؟
لا مكان لتكريم السكر في القهوة؟
الشاعر، في عادته؟ حالته كالمألوف، وأتخيله جالسًا في مقهى بالقرب من شاطئ برشلونة، ينظر إلى الضوء المبكر، وشرابه في متناول اليد؟
هل توفر طقوس الصحيان في الفجر، استراحة فاخرة، قبل الشروع في أنشطة اليوم؟
هل ترتكز الإيماءة المثالية على ما يُليّن الحنك، وهي قبلة مكرملة تذوب في الفم، ومذاق الحلاوة يقلل من مرارة القهوة، وبالتالي يمكن إيجاد الاندماج المثالي لكائن حديث، يزدهر بين التنشيط والتخمير؟
ما معنى أن تذهب لتناول فنجان من القهوة، فجراً، على شاطئ المتوسط في أقصى نقطة من الغرب؟ ومن هناك، من برشلونة، تنظر نحو بلادك، في أقصى نقطة من الشرق، وتهتف من قعر عظمك: المعذرة يا أم، لست بريئًا من جرحك، ويداي عاجزتان عن تحريرك من المحتل؟ المعذرة لأن بي رغبة للطواف عبر الأرض التي تشبهك؟
كم مرّة بكينا تحت سمائك الصافية، كما فعلنا تحت سماوات كوبا وبربادوس وجامايكا والدومينيكان وتشيلي والبرازيل وجنوب هايتي، وبقية الدول الشقيقة، من بين خطوط عرض أخرى؟
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا