في هذا الغروب الكليل

13 مارس 2021
إيليو غراسو (العربي الجديد)
+ الخط -

1
"نبتون" يسري بين الأقمار
على غير هدى
يرتطم بمطبّات الحروف الملتوية،
أجدني جسداً في مكانٍ شمسي آخر
يتجاوز حجمه جغرافيا الوركين
وأكبر من مجرّد جثة 
لمنطق الأشياء الكونية المدركة.
قصائد تتظاهر بقشور الشعرية،
بينما تتجه كل خطوة
إلى منجز غواية الاستسلام.


2
هو ذا المذهب الحرّ
شبابٌ لغروب متفجّر
يُشبه القبض على المحاق.
حان وقت تقطيع الخشب
أو الانخراط في القيل والقال
لما وراء الحدود الخادشة،
بينما أفكّر في كيفية التوقف عن القراءة
أتذكّر الملائكة وفُتات الحجر،
أشياء قليلة أُخرى عن البشر
وشقوق الأُرْبِيَّة.


3
نحن نفضّل الشتاء الزائف 
على الأمطار الغزيرة،
كإيثار الكتب
والأرباح المحصّلة على الكلمات.
أمام فناجين القهوة 
يصطفّ أعداء منثورون
وإناث ضامرات
سابقون وسابقات لوجودنا.
الترجمة الشعرية
باهظة الثمن كملابس النساء الداخلية،
مرادفة لمنفعة جسديّة
وكبرياء عانة حليقة.
أمامي كمٌّ لا يحصى من الشرهين
في هذا الغروب الكليل.


4
تطورات غريبة تحصل بين أشجار التوت،
والصباحات المقتنعة ببزوغها.
الفروع تخادع المحفوظات الأصلية
لتتسلل الأفكار الثانوية،
حتى العُصارات الشجرية المغرية
تعلم أن المدير
لم يعد يذكر شيئا عن التطلعات المستقبلية.
لو كانت مجرد صورة ضبابية
كنت لأستمتع بمشاهدتها على الحافة،
لو كانت تصرّفات بربرية 
كنّا لنشحذ الشفرات.
لغة الحاضر
تستثني من الكواليس، 
الوجع
على ركح الهاوية.


5
هناك، يُخيّل لهم أنهم يطيرون،
أمام الأقداح
يغوون الإناث
ومن وراء الطاولات يلقون بالكتب
وأطواق الخضوع
كل معدّات الفنادق متوفرة
وسراويل تحت الأسرّة.
يبدون هرمين ومنكّسين
أو فلنقل مستسلمين
 لقيامٍ مزعوم لشخص يحتضر،
من بين الصفحات والمشاجرات
صدامات ملتبسة 
وأحضان موجعة.


6
أحيانا ليس الشّمال هو تلك المزاعم
المُبعزقة، حيث تقع الكلمات 
في رماد التفكك.
ستبقى تلك الصلابة الدائرية
للإمبراطورية المتمدّدة،
على بعد خطوة واحدة من أن تغدو فوهة بركان
أو أن ترتفع لكوكبة الباطية.

 

7
الركون إلى العزلة
يشبه الإخفاق في استخدام مفردات مبرحة
استحالت قطعاً صغيرة داخل قدور مبهرجة
وبين شقوق أفخاذ منهكة.
مصائر الحب
تقع على حدود التجسّس المتحجّر،
مرامي الجُهّال
تقيس كتب العُقّال.
هذا عن المرأة
الراسية في العالم المزعوم.

 

8
إما أن ننهض
أو أن نقبض على الزمن إلى أن يتوقف مدّ البحر
عند آخر ملحمة معروفة، 
لغة العالم المنسية.
نُكوص البشر لا مقصد كيميائي منه، ففي أماكن أخرى 
هو اعتمال قائم على طول الجروف المشجرة.
لا في ملاجئ طيّعة مفترضة
ولا حاجة البتّة
لكتب وطنيّة مدمرة.


* ترجمة عن الإيطالية: أمل بوشارب


بطاقة
Elio Grasso شاعر وناقد إيطالي، من مواليد جنوة 1951. يكتب لأبرز المجلات الشعرية النقدية المتخصصة في إيطاليا، ونشر العديد من المجموعات الشعرية آخرها "كواكب منثورة"  (2018)عن منشورات Macabor التي أخذنا عنها هذه القصائد. 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون