من بين تقاليد الصناعة المعجمية في فرنسا إنتاج ما يُعرف بـ"المعاجم العاشقة"، والتي تنتظم ضمن خطّ ذاتي يعتمده كاتب حول موضوع أو مكان أو شخصية ما. وضمن هذا التقليد ظهرت معاجم عاشقة شتى مخصّصة لأدب أميركا اللاتينية ولمدينة البندقية وللتحليل النفسي وغير ذلك.
منذ سنوات تخصّص منشورات "بلون" سلسلة للمعاجم العاشقة وتدعو في كل مرة كاتباً كي يتحدث من زاويته عن شخصية، وآخر هذه الإصدارات كتاب "المعجم العاشق لـ شوبان" وقد وضعه الكاتب أوليفييه بيلامي، والذي سبق له أن وضع ضمن نفس السلسلة "المعجم العاشق للبيانو".
في المعجم المخصّص لشوبان، يبدأ بيلامي بمدخل غريب: مطار Aéroport، ويفسّر هذا الخيار الغريب (على اعتبار أن شوبان الذي عاش في القرن التاسع عشر لم يكن يعرف المطارات) بأنه وجد أن شوبان من أكثر من تعزف أعماله على البيانو المفتوح الذي يتواجد في المطار، حتى أن البعض وجد تصنيفاً يسمّى موسيقى المطارات لتلك الأعمال الذي يحبّذها العازفون قبل أن يستقلوا طائراتهم.
يرسم العمل سيرة شوبان من دون اعتماد الخط الكرونولوجي، من ذلك يتقصى بيلامي من خلال مدخل "جورج صاند" حكاية العلاقة الغرامية التي جمعت بين الموسيقار البولندي والكاتبة الفرنسية، وأكثر من ذلك يبحث في أثرها على تأليفاته الموسيقية.
هناك مداخل أخرى تتيح لبيلامي أن يبحث في مسائل قد لا تستطيع كتب السيرة العادية أو الدراسات الفنية أن تبلغها، من ذلك محاولة التفكير إن كان شوبان يحبّ العزف في الفضاءات العامة أم لا. كما يعالج المؤلف في بعض المداخل مسائل طريفة مثل الورود التي كان شوبان يحبّها أو علاقته بالشوكولاتة.