استمع إلى الملخص
- وُلد في مخيم العروب وانتقل مع عائلته إلى مخيم الكرامة ثم الرصيفة، واستقر في عمّان حيث نال درجة الماجستير في علم النفس وعمل في التدريس.
- نشأ في بيت والده الشاعر خليل زقطان، وأصدر مجموعات شعرية تعكس تأملاته في الوجود الإنساني، وأصدر دراسة نقدية حول القصة القصيرة في الأردن.
رحل أمس الأحد الشاعر والكاتب الفلسطيني زهير زقطان (1951 – 2024) في عمّان، والذي ترك ثلاث مجموعات شعرية ودراسة نقدية حول السرد في الأردن، وحياة ملؤها الزهد والتصوّف يعكسها مقطع يقول فيه: "كلنا هاربٌ من ظلام السكون:/ العصافيرُ والريح./ الماءُ في دفقة/ النبع./ النشيجُ الذي يكشف للذئب في/ ضفة الهجر عشّ/ الحنين./ وجسمٌ غرير من الشمعِ يعدو بنا/ في ضرام السنين!".
وُلد الراحل في مخيم العروب (شمال مدينة الخليل)، ثم انتقلت عائلته إلى مخيم الكرامة في غور الأردن، ومنها إلى مدينة الرصيفة، قبل أن يستقرّ في العاصمة الأردنية، حيث نال درجة الماجستير في علم النفس من جامعتها عام 1992، عن أطروحة بعنوان "صورة المعوق في القصة القصيرة في الأردن 1948-1991"، وعمل في التدريس لسنوات طويلة.
ترك ثلاث مجموعات شعرية ودراسة نقدية حول القصة في الأردن
ونشأ زهير في بيت والده الشاعر والتربوي خليل زقطان (1928 - 1980)، الذي ساهم في تأسيس العديد من الهيئات الاجتماعية والثقافية، وكتب عدّة دواوين تمحورت معظم قصائدها حول فلسطين والنكبة، ليتوزّع أبناء خليل بين الشعر والقصة والموسيقى والمسرح.
في مجموعته الأولى "فصول قلقة" (1996)، يبثّ زهير زقطان تأملاته في معاني الوجود الإنساني وأسئلته الحارقة، حيث يدوّن في إحدى قصائدها: "بعد اختفاء الشبابيك والآخرين/ سندخل عش الرفاق ونقرأ سطر الفراغ الطويل/ ونقرأ مكر الغياب الذي أغرق اليوم ضحكاتهم في ثنايا الغبار"، وسيضيف إليها مجموعتي "جسور خفية" (2006)، و"سكن متبادل" (2012).
يقول الناقد محمد عبيد الله في نص يرثي به الراحل "في الشعر كان زهير يكثف الجمل والكلمات، يقشر الفقرات ويسقط كل ما لا لزوم له، ما من شاعر معاصر انتمى إلى روح الشعر مثلما فعل الراحل العزيز، لم تكن تعنيه الشهرة، ولم ينشغل بما انشغل به غيره من قضايا ومشكلات، كان همه متجها إلى جوهر الشعر لا إلى قشوره..".
كما أصدر دراسة نقدية حملت عنوان "العلاقة الجريحة: دراسة نفسية لنماذج من القصة القصيرة في الأردن" (1995)، الذي يدرس فيه نماذج من القصة الأردنية من خلال نظريات النقد الأدبي وعلم النفس، وخاصة ما قدّمه كارل يونغ، وهي المساحة الأثيرة لديه على مدار عقود.