صوت جديد: مع سعيد أوعبو

11 نوفمبر 2024
سعيد أوعبو
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعبر الكاتب عن مشاعره تجاه العدوان على غزة، مشددًا على الحاجة إلى ثقافة إنسانية جديدة تعزز السلم، ويرى أن الكتابة الجديدة تعكس تحولات الإنسان المعاصر بتشظيها ولاخطيتها.
- يعتبر نفسه جزءًا من الجيل الأدبي الجديد، ويشير إلى التفاعل مع الأجيال السابقة، ويصف علاقته بالبيئة الثقافية في بلده بأنها مبنية على الثقة والتشجيع.
- بدأ مسيرته الأدبية برواية "أن تكون هامشياً" في 2022، ويكتب في مجالات الإبداع والنقد، ويركز حاليًا على مشروع نقدي جديد.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.


ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
القهر النفسي، والإفناء الرمزي، والعجز البليغ، والحسرة إلى جانب الضعف والحنق، فضلاً عن مشاعر أخرى تعصر الذات في ظلّ الاقتلاع والشتات الذي تتعرّض له الأمّة الفلسطينية. ما يجري هناك يندى له الجبين، ويبرهن أنّنا أمام عالم منحاز ومادّي يحتاج القطع مع الفكر الوثني البدائي واستبداله بثقافة الإنسان، أملاً في خلق عالم جديد يجعل السلم إيماناً ورهاناً وأفقاً وجودياً ضامناً لسيرورة الإنسان على الأرض.


كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
تقترن الكتابة بدينامية التحوُّل، خصوصاً في ظلّ المتغيّرات المتزايدة في مشاغل الإنسان، وما تهجس به الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية. لا شكّ أنّ تشظّي الكتابة وخلخلة نسقيتها وبنيتها نحو اللاخطّية يُعدّ نتاجاً حتمياً للتماسك الداخلي للذات، بما تترجمه الكتابة، سيما أنّ الكتابة لا تنفكّ عن كونها ترجمة للمشاعر وانعكاساً للحالة الذهنية للكاتب. لنقُل إنّ خصوصية الكتابة الجديدة وتوتّرها يُعزيان إلى وضعية الإنسان الجديد.


هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هذه الملامح؟
أنتمي عضوياً إلى الجيل الجديد من الكتّاب، لكنّني لا أستطيع الحسم في سؤال الملمح، لأنّه مخاض النظرية وسؤالٌ إشكالي كبير يقتصر على الأسلوبيات والتراكيب والمحمولات.

كتابةٌ جديدة متوتّرة بفعل وضعية الإنسان الجديد


كيف علاقتك بالأجيال السابقة؟
لا شكّ أنّ الأجيال تُبنى على التلاقح في وضعيتها الطبيعية، وتتهيكل بالتأثير والتأثّر، ضماناً للاستمرارية وسيرورة الفعل، ولا أنكر صلتي المباشرة أكاديمياً بأساتذتي (سعيد يقطين ومحمد الداهي وعبد الله إبراهيم وإدريس الخضراوي ومحمد العدناني وغيرهم) قراءةً وتفاعلاً إنسانياً. وفي الكتابة السردية، يقتصر الأمر على متابعة المنجزات المؤسِّسة، ومعاينتها قراءةً وفحصاً. ومن ثمّ تكون العلاقة رمزيةً إلى حدّ كبير بشكلٍ ينتفي فيه التماسّ، ويجري التفاعل مع الأجيال التي تُعاصرنا بتبادل الارتسامات والانطباعات وممكنات الكتابة على الأقلّ. العلاقة ثابتة وقائمة على تقدير الأشخاص ومنجزاتهم، لأنّ كلّ وضعية بمثابة تجربة قائمة الذات.


كيف تصف علاقتك بالبيئة الثقافية في بلدك؟
سؤال يفرض طرفاً آخر يعاين الأمر ويحكم بعين متأمّلة وناقدة. لكنّني أخال أنّ الثقة سمة مشتركة بيني وبين المثقّف، خصوصاً في سياق الاستفسار، وتقاسم المعرفة، والتصوّرات، ومناقشة بعض الخيارات العلمية، ومن حيث الفاعلون والهيئات، فإنّ التشجيع وتثمين المنجزات سمة تطبع البيئة الثقافية، نظير الدعوات التي أتلقّاها لحضور ملتقيات أو ندوات أو معارض. أنا ممتنّ ومدين للقيّمين على الأمر.


كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
روايتي الأُولى "أن تكون هامشياً" صدرت في 2022 عن "دار جامعة حمد بن خليفة" في قطر، وانشغلت بكتابتها بالتزامن مع انشغالي بأطروحة الدكتوراه. كنت أمارس القراءة صباحاً والكتابة ليلًا. أمّا تمام استيفائها، فقد كان في ربيعي السادس والعشرين، ونُشرت بعد سنتين من توقيع العقد مع الدار، وأشكرها على احترافيتها في التدبير والإخراج وسياسة الإنتاج.


أين تنشر؟
أسجّل أنّني أكتب الإبداع والنقد، وأزاوج بين الكتب والمقالات. في ما يخصّ الكتب، فهي منشورة في المشرق، بين قطر والأردن، فيما تتنوّع منافذ المقالات، بحكم خصوصية المقال، ومعايير النشر المعتمدة في المجلّات داخل الفضاء الثقافي العربي، وأذكر منها: "تبيّن"، و"المناهل"، و"فصول"، و"البحرين الثقافية"، و"مؤمنون بلا حدود"، إلى جانب بعض المنابر العربية والمواقع الثقافية، مثل: "ضفّة ثالثة" و"الفلق" و"قناص".


كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
القراءة في حدّها فعلٌ يُعبّئ تلك الخلايا الفارغة بالمعرفة، وعبرها نواجه جهلنا العظيم بالأشياء، وهي مستمرّة في الزمان والمكان، غير أنّ ممكنات الممارسة وطرقها وأساليبها تختلف باختلاف الحاجة والوضعية والرغبة، ومن ثمّ، يمكن أن تكون بجلّ الأوصاف المذكورة، باستثناء العشوائية.


هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
أدركتُ أهمّية اللغة الأجنبية متأخّراً، بحُكم الخرم الجنوبي الذي ترعرعتُ فيه، تحديداً في فيافي طاطا، وهو مجال جغرافي لا يؤمن كثيراً بالثقافة بحكم الظروف الاجتماعية الصعبة والمعقّدة والقاسية. والإنسان هناك لا يبحث عن الورد بقدر ما يبحث عن القمح والخبز، لكنّني الآن أنخرط في دروس اللغة الإنكليزية وأقرأ بها. ولا أُخفي العسر إلى حدّ ما في ذلك.


كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرجَم أعمالُك؟
الترجمة بمثابة السبيل للوصول إلى الآخر. إنّها لسان بديل بغير اللغة الأصلية، ووجود ترجمة للأعمال يُعدّ وجوداً في موضعٍ بديل، وضماناً لشريحة أوسع من القرّاء، ومن ثمّ فهي تفعّل العلاقة التفاعلية بين الذات والغير، والحوار القائم على الفهم والاكتشاف، وبالتالي خلق فضاء إنساني لا يؤمن بالحدود القُطرية. ولا شكّ أنّ الرغبة في ترجمة أعمالي حاضرة.


ماذا تكتب الآن وما إصدارك القادم؟
اهتمامي الآن مقتصر على استكشاف النسق داخل الرواية، وهو عمل نقدي في طور التشكّل.


بطاقة
كاتب مغربي من مواليد مدينة طاطا في الجنوب الشرقي للمغرب عام 1993، حاصلٌ على دكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية من "جامعة محمد الخامس" في الرباط. صدر له في الرواية: "أن تكون هامشياً" (2022)، و"توأم آدم" (2023)، وفي النقد: "في ثقافة الرواية العربية المُعاصرة: دراسة في ممكنات الكتابة بالتمثيل وقصدية الكتابة بالتمثّل" الذي حاز "جائزة كتارا" عام 2023، و"نظرية السرد في الخطاب النقدي العربي: التعدّد والانحياز" (2024).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون