علاء الحديدي: سيرة مصطفى النحّاس من منظور العلوم السياسية

19 نوفمبر 2022
مصطفى النحاس
+ الخط -

يُنظَر إلى مصطفى النحّاس (1879 - 1965) بوصفه واحداً من أبرز السياسيّين المصريّين في العصر الحديث؛ فالرجُّل الذي اختاره سعد زغلول ليكون أحد الأعضاء السبعة المؤسّسين لـ"حزب الوفد"، عام 1918، سيلعب دوراً هامّاً في ثورة 1919 ضدّ الاحتلال البريطاني لمصر، وسيتدرّج في الحزب ليصل إلى رئاسته بعد رحيل زغلول عام 1927؛ وهو المنصب الذي استمرّ حتى حلّ الحزب عام 1952.

بعد توليّه عدّة مناصب وزارية في وزارة سعد زغلول، ترأّس النحّاس "مجلس الأمّة" (مجلس النواب) بين 1927 و1928، ثمّ رئاسة الوزراء لسبع فترات بين عامَي 1928 و1942، وهذه التجربةُ السياسية الطويلة، التي تميّزت بأحداث كثيرة وتعرّض خلالها لمحاولات اغتيال متعدّدة، ستنتهي بالانقلاب على الملكية وإلغاء الأحزاب السياسية عام 1952؛ حيث جرى اعتقاله ونفيه إلى جزيرة سيشل.

في كتابه "مصطفى النحّاس: زعيم الطبقة الوسطى (1927 - 1952)"، الصادر حديثاً عن "دار الشروق" المصرية، يتناول الباحث والأكاديمي المصري علاء الحديدي جوانب من سيرة النحّاس من منظور العلوم السياسية؛ وهو منظورٌ يختلف، وفق قوله، عن البحث التاريخي؛ فإن كان الثاني يعتمد على تحليل الوقائع التاريخية واستقراء الوثائق والمخطوطات سعياً إلى الكشف عن أسرار الماضي، فإنّ الأوّل يعتمد على مفهوم القوّة/ السلطة.

يتناولُ الكتاب فترةَ الاحتلال البريطاني خلال زعامة النحّاس "حزب الوفد" التي استمرّت لربع قرن، مُضيئاً على الصراع الذي كان دائراً على السلطة بين الحركة الوطنية المصرية ممثّلةً في "الوفد" وسلطات الاحتلال البريطاني من جهةٍ، وبين "الوفد" والقصر الملكي (السراي) من جهة أُخرى. كان هذا الصراع يتطوّر ليشمل الأطراف الثلاثة؛ حيث كان كلُّ طرف يسعى إلى تعزيز مركزه وتعظيم قوّته في مواجهة الطرفَين الآخرَين، وكثيراً ما أدّى ذلك إلى تحالُف طرفَين منها ضدّ طرف ثالث.

مصطفى النحّاس زعيم الطبقة الوسطى - القسم الثقافي

يُشير الحديدي إلى أنّ تلك التحالفات كانت متقلِّبة وغير ثابتة ولا دائمة، وكانت تتغيّر بحسب المقتضيات التي تفرضها المصلحة والظروف في كلّ مرحلة. وهكذا، كان حلفاء الأمس يتحوّلون إلى أعداء في الغد وينشأ تحالف جديد بشكل مستمرّ، وهو ما يصفه بلعبة الصراع على القوّة والسلطة التي استمرّت في الساحة السياسية المصرية طيلة ثلاثين عاماً.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون