"صناعة الحداثة": فنانات ألمانيات مطلع القرن الماضي

07 نوفمبر 2022
(عمل لـ ماريان فيريفكين، من المعرض)
+ الخط -

وسط أجواء صاخبة ومشحونة بالسياسة والفكر، صعدت أبرز الحركات الفنية الحديثة في ألمانيا مطلع القرن الماضي، التي غلب عليها طابع الاحتجاج ضد تقاليد الفن وأعراف المجتمع، ورغم ذلك لم يكن سهلاً أن تحقق الفنانات حضورهن وسط ثقافة هيمن عليها الرجال لفترات طويلة.

شكّلت خسارة الألمان الحرب العالمية الأولى انعطافة كبرى، قادت إلى إنشاء جمهورية فايمار عام 1919 التي سادتها مناخات الحرية والانفتاح ما قاد بدوره إلى منح المرأة حقّ الاقتراع في الانتخابات، وانخرطت بقوّة في جميع مجالات الحياة، وفي مقدّمتها الثقافة والفنون.

"صناعة الحداثة" عنوان المعرض الذي يُفتتح مساء السبت المقبل في "الأكاديمية الملكية للفنون" بلندن، ويتواصل حتى الثاني عشر من شباط/ فبراير 2023، ويسعى إلى إضاءة دور النساء في صياغة المشهد الفني المعاصر في ألمانيا كما نراه اليوم.

الصورة
(عمل لـ غابرييل مونتر، من المعرض)
(عمل لـ غابرييل مونتر، من المعرض)

يضمّ المعرض حوالي خمسة وستين عملاً تعكس صورة شاملة عن عدد من الفنانات الألمانيات، وفق استكشاف الموضوعات اللواتي اشتغلن عليها قبل نحو مئة عام، ومنها البورتريهات الذاتية، الحياة الساكنة، والجسد الأنثوي، وتصوير الطفولة، والمناظر الطبيعية، للوقوف عند مساهمتهن في تطوير مناهج جذرية جديدة للفنّ في أوروبا.

ويستكشف أيضاً موضوعات الهوية والتمثيل والانتماء، وكلها ذات صلة قوية بما يحدث اليوم في ألمانيا وأوروبا عموماً، حيث تصعد تيارات اليمين بما تقدّمه من طروحات عنصرية ومتطرّفة لتبدو متناقضات مع الأجواء التي رسمت بها هؤلاء الفنانات.

يركّز المعرض على دور أربع فنانات بشكل أساسي، هن: باولا مودرزون – بيكر (1876 - 1907) التي تعدّ من أبرز الرسّامات التعبيريات، لكن الاحتفاء بتجربتها تأخرّ إلى ما بعد رحيلها، مع دراسة تأثير مئات الأعمال التي تركتها خلال إقامتها في باريس على فنانين مثل بيكاسو وماتيس، وكذلك مذكّراتها ومراسلاتها الشخصية بما كشفته عن شخصية متمرّدة وخارجة على العادات والعائلة.

أما كيث كولويتز (1867 - 1945)، فتأطّرت تجربتها ضمن الأيديولوجية الاشتراكية لكنها شهدت تنوعاً هائلاً في تجريبها الوسائط والتقنيات بين الرسم والطباعة الحجرية والغرافيك والنقش على الخشب، كما كانت أول امراة تتعين أستاذة في "الأكاديمية البروسية للفنون" عام 1919.

بدورها، عُرفت غابرييل مونتر (1877 - 1962) بأسلوبها التعبيري الذي صوّرت من خلاله حياة الأطفال وعالم الطبيعة بشكل خاص، كما جمعتها علاقة مهنية وعاطفية مع الفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي. بينما تختلف ماريان فيريفكين (1860 - 1938)، واسمها الاصلي ماريانا فلاديميروفنا فيريوفكينا، بأنها وُلدت في روسيا وتلقّت فيها تعليماً أكاديمياً متخصصاً بالفن قبل انتقالها إلى ألمانيا عام 1914، لكن خصوصيتها الشرقية بقيت حاضرة في أعمالها.

إلى جانب ذلك، يشتمل المعرض بعض اللوحات لفنانات مثل إرما بوسي (1875 - 1952)، وأوتيليا ريلاندر (1882 - 1965)، وجاكوبا فان هيمسكيرك (1876 - 1923).
 

المساهمون