كان جاثيًا على مطر السّطح
يطأطئ رأسه كالخاشعين.
قلتُ، بدايةً، لماذا يصلّي
في هذه الساعة
خارج مواقيت الأسفار.
لكنّ وجهه كان للغرب أصلاً،
استدركتُ،
فالقدس من هنا،
سفحُ الكرمل
الأقرب لماء الميناء،
هي جنوبٌ
لجميع الصلوات
بشتّى التِّلاوات.
لا، إنه أمام حاسوبٍ متنقّل،
لابتوبٍ باسمه السّهل،
بحْلقتُ وخمّنت.
لكن لماذا شاشةٌ بحجم باب،
وعلى سطحٍ بهذا الصقيع؟
دقائق، وانتبهت،
لحظة،
إنه راكعٌ أمام باب
مثبّت على سقف البناية،
يُفتح برفعه عاموديًا،
والدليل،
ها هو رأس زميله
بقبّعة صوفيّة،
يطلّ منه أيضًا.
ياه،
إنّ شحَّ البصر
خلف زجاج شرفة
يكسوه بخار القهوة
ونظرات قريبة دون هدف،
هو فرصةٌ للبصيرة
بل ثروة الخيال،
وقد يسيل بعض الشِّعر منها،
أحيانًا.
تتروّى قليلاً وتعترف:
ثروة خيالٍ؟
ثروة خيالٍ وكلّ ما توقّعته
لم يجتز حدود شاشة رقمية
وطقوس غيبيّة؟
أشهر وقائع الحياة
وأكثرها اعتيادية؟
أشحّ في البصر
شحّ في البصيرة
وشحّ في الخيال؟
خيال هذا الزمن
مرآة ملساء
تنسخ صور حياة
تمور بصخب
اللون
والنّغم
والحركة،
لكنها تظلّ،
التاعس،
لا تتجاوز
أتفه/ أعتى أسباب الرتابة
والكآبة.
* شاعر وكاتب من فلسطين