سفينة تغرق عندما تنزل منها

09 ديسمبر 2024
نيلغون مرمرة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- النص يعبر عن حالة من الضياع والبحث عن الذات، حيث تتنقل الشخصية بين الماضي والمستقبل دون أن تجد مكانًا في الحاضر، مما ينعكس في محاولاتها الفنية والكتابية التي تنتهي بالفشل والانهيار.

- قصيدة "السَّمَندر" تتناول موضوعات فلسفية عن الوجود والعدم، حيث يسبح السَّمندر الأعمى في طريق العدم، مما يرمز إلى البحث المستمر عن المعنى في عالم مظلم.

- الشاعرة التركية Nilgün Marmara تميزت بفرادة وعمق فلسفي في أعمالها، مع تمرّد على الأنظمة التقليدية، وقد تركت إرثًا شعريًا مميزًا رغم حياتها القصيرة.

مشنقةٌ من قوس قزح
 
ليس للحاضر جسدٌ
تنحتُ الحجَرَ بمعرفتها الماضية
عسى أن يحين المستقبَل
تستنشق حجرَها
فإذا المنحوتةُ قد تفتَّتَتْ...

حاضرُها ضائعٌ
لذا تركن إلى الشجرة 
التي أحضرها إلى بيتها
وترسم جدران البيت وسقفه وماضيه
ومستقبله وكلَّ الأماكن فيه،
فينكسر الغصنُ.

حاضرُها ضائعٌ
ترتِّب نُوتاتها
وخرزاتِها على ضوء السماء
تشتري وجودها بثمنٍ بخس
بين صمتها اللامتناهي
وضجيجها المتناهي.
وعندما تنهي المشوار
ينهار الطريق في جولتها على الساحل...

حاضرُها ضائعٌ
لذا تكتبُ
تكتبُ طولاً وعرضاً
تكتبُ عن داخلها وخارجها 
وعن الأرض والسماء
والسفينة التي تستقلَّها
تغرق عندما تنزل منها.


■■■


السَّمَندر
 
في فصول الشتاء السرِّيّة للماء
يسبح سمندرٌ أعمى منذ قرون.
وعَبْدٌ أزرقٌ يعلم ذلك، ويُنوِّم ظِلَّه 
كلَّ ليلةٍ على جدارِ كهفٍ.

ترقصُ جبالُ العبدِ في الظلام
لِتَبقى الأجنحةُ أحلاماً
ويسبح السَّمندر في طريق العدم.

السَّمندر الأعمى!
ألا تهترئ يداه المتحسسِّتان؟
سوف ينقطع حتماً رأسُه الذي بلا عين
فتصبح يداه عينين، وعيناه يدين.


* Nilgün Marmara شاعرة تركية من مواليد إسطنبول عام 1958. درست اللغة الإنجليزية وآدابها. السمات البارزة لقصائدها هي الفرادة والعمق الفلسفي والاستهزاء بالقوالب التقليدية والتمرّد على الأنظمة السائدة. لها ثلاث دواوين شعرية، ودراسة عن الشاعرة سيلفيا بلاث نُشرت بعد انتحارها عام 1987 وكان عمرها 29 عاماً.


**  ترجمة عن التركية: محمد حقي صوتشين

المساهمون