عن ثمانين عاماً، رحل، مساء اليوم الأربعاء، في الرباط، الأكاديمي والباحث المغربي محمد مفتاح، تاركاً العديد من المؤلّفات التي توزّعت بين النقد الأدبي والتحقيق، وشكّلت مرجعاً بارزاً للباحثين والأكاديميّين في المغرب وخارجه.
وُلد مفتاح في مدينة الدار البيضاء عام 1942، وحصل على إجازة في الأدب العربي عام 1966، قبل أن يحصل على دبلوم الدراسات العليا من "كلّية الآداب" في فاس عام 1972، ثم دكتوراه دولة في الآداب عام 1981.
قضى الأكاديمي الراحل معظم حياته في التعليم؛ حيث بدأ مدرّساً في الثانوية، ثم أصبح أستاذاً جامعياً في "كلّية الآداب والعلوم الإنسانية" بـ"جامعة الرباط"، والتي ظلّ يعمل فيها حتى تقاعُده؛ حيثُ أشرف على كثير من الرسائل والأطروحات الجامعية، إلى جانب تقديمه دروساً في جامعات عربية وأجنبية؛ منها "جامعة برينستون" الأميركية، والتي عمل أستاذاً زائراً فيها.
وكتب الروائي أحمد المديني في حسابه على فيسبوك: "أفنى مفتاح عمره في خدمة اللغة والثقافة العربية، وتخرّجتْ على دروسه ومحاضراته في الفكر اللغوي والبلاغي الجديد وفي ريادته للدرس السيميائي أجيالٌ كاملة في الجامعات المغربية وخارجها. كان من فقهاء وأعمدة 'كلّية الآداب والعلوم الإنسانية' في 'جامعة محمد الخامس' بالرباط في عصرها الذهبي، الى جانب محمد عابد الجابري وَعَبد الله العروي".
جمع مفتاح وحقّق ديوان لسان الدين بن الخطيب الأندلسي (صدر عام 1989). ومن بين مؤلّفاته الكثيرة في ميدان الدراسات النقدية؛ نذكر: "الخطاب الصوفي: مقاربة وظيفية" (1997)، و"في سيمياء الشعر القديم" (1982)، و"تحليل الخطاب الشعري: استراتيجية التناص" (1986)، و"دينامية النص" (1987)، و"مجهول البيان" (1990)، و"التلقّي والتأويل: مقاربة نسقية" (1994)، و"مفاهيم موسّعة لنظرية شعرية" (2010).
في مؤلّفاته تلك، لم يهتمّ مفتاح بتطبيق منهج نقدي بعينه، بل سعى إلى استخراج النموذج التي يمثّله النصّ الأدبي، متجاوزاً بذلك وصف النص إلى تفسير آليات وجوده.
وحاز محمد مفتاح عدّة جوائز عن مؤلّفاته؛ من بينها: "جائزة المغرب الكبرى للكتاب في الآداب والفنون" (1987)، و"جائزة المغرب للكتاب" (1995)، و"جائزة سلطان بن علي العويس" (2004)، و"جائزة الملك فيصل العالمية" (2016).