رحيل إيزابيل لاكامب: مثل ظلٍّ بين الظلال

28 يونيو 2023
إيزابيل لاكامب (Getty)
+ الخط -

لسنواتٍ طويلة، ظلّت إيزابيل لاكامب تعيش حياتين لكلّ منهما جوّها وظروفها الخاصّة: حياة في الأدب تعيشها بين تأليف الروايات وتقديم أعمالٍ منتقاة من الشعر الآسيوي بشكل خاص، وحياة في التمثيل، أدّت خلالها أدواراً صغيرة نسبياً في عدد من الأفلام والمسلسلات.

أوّل من أمس الإثنين، رحلت الكاتبة والممثّلة الفرنسية الكورية في باريس، عن ثمانية وستّين عاماً (1954 ــ 2023)، متأثّرةً بمرض السرطان الذي قاومته لثلاثة أعوام، بحسب ما أعلن ناشرها "برونو دوسيه"، يومَ أمس.

ومثل العنوان الذي منحته لكتابها الأخير، الذي صدر لدى الناشر نفسه عام 2018، عاشت الراحلة مثل "ظلّ بين الظلال"، إذ بقي اسمُها خارج الأضواء الكُبرى، هي التي قرّرت مبكّراً الابتعاد عن ضوضاء العاصمة الفرنسية والإقامة في منطقة السيفين الجبلية (جنوب).

وُلدت مؤلّفةُ "الجنّة البعيدة" (1993)، قرب باريس، لأبٍ فرنسيّ، كان كاتباً أيضاً، ولأمٍّ من كوريا الجنوبية. درست اللغات الآسيوية، ولا سيّما الصينية والكورية، في باريس ولندن، ثم دخلت عالَم السينما منتصف السبعينيات، مُلاحقةً بذلك رغبةً رافقتها في سنوات المراهقة.

ورغم أنّها ظهرت على الشاشة الكُبرى إلى جانب أسماء كبيرة، مثل الممثّل جان بول بيلموندو في فيلم "المهمَّش" (1983) لجاك دُريه، إلّا أنّ تجربتها في الفن السابع لن تلقى نجاحاً كبيراً، خصوصاً أنّ الأدوار التي كانت توكَل إليها ظلّت تدور في فلك أصولها وتقاسيمها الآسيوية، فضلاً عن كونها أدواراً عابرة.

عملت الراحلة، بعد ذلك، في الإعلام التلفزيوني، ثم الإذاعي، كما أطلقت أكثر من أغنية، ووضعت كتباً في أدب الأطفال والسيرة والرحلات. غير أن جهدها الأكبر في التأليف كان في الرواية، التي وقّعت فيها أكثر من عشرة أعمال، منها "ابنة السماء" (1988)، و"رجلٌ بلا بُندقية" (2002)، و"بهلوان الغيوم" (2008).

المساهمون