ذكرى ميلاد: نجيب الريحاني.. حياة على المسرح

21 يناير 2021
(نجيب الريحاني، 1889 - 1949)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الحادي والعشرون من كانون الثاني/ يناير، ذكرى ميلاد الفنان المسرحي المصري نجيب الريحاني (1889 – 1949).


بعد رحيل نجيب الريحاني بنحو عشر سنوات، صدرت الطبعة الأولى من مذكراته التي كتب ضمنها بديع خيري تعليقاً يقول فيه إن الفنان المسرحي المصري (1889 – 1949) "لم يكن مجرد ممثل يكسب عيشه من مهنة التمثيل، بل كان فيلسوفاً وفناناً.. فناناً أصيلاً عاش لفنه فقط، ولقي الاضطهاد والحرمان وشظف العيش في سبيل مثله العليا".

ويشير إلى أنه بلغ من حبه لفنه أنه لم يطق اعتزال المسرح بناء على مشورة الأطباء عام 1942، وكان الطبيب قد نصحه بالابتعاد عن التمثيل ستة أشهر حرصاً على صحته، فما كان من الريحاني إلا أن قال: "خير لي أن أقضي نحبي فوق المسرح، من أن أموت على فراشي".

يعود الريحاني في المذكرات إلى اكتفائه من التعليم في السادسة عشرة من عمره، بعد أن شارك في مدرسته في العديد من التمثيليات، حيث التحق موظفاً في البنك الزراعي بالقاهرة، حيث سيكون زميلاً للفنان عزيز عيد (1884 - 1942) الذي كان يزاوج بين الوظيفة والفن، لينتقل بعدها إلى أو دور قدّمه في مسرحية "الملك يلهو" في تلك الفترة.

أسّس مع بديع خيري فرقة قدّمت العديد من المسرحيات الكوميدية المترجمة

وًلد الفنان في حي باب الشعريَّة بالعاصمة المصرية لأب عراقي كلداني اسمه إلياس ريحانة استقرّ في مصر وتزوج بامرأة مصرية أنجبت ثلاثة أبناء، منهم نجيب، الذي كان مهتماً منذ صغره بالشعر والمسرح والرواية، وظلّ مصمّماً على حلمه بأن يكون فناناً، حيث أسّس مع بديع خيري فرقة "الكوميدي العربي" التي قدّمت العديد من المسرحيات الكوميديا المترجمة عن الفرنسية، وعُرضت على مُختلف المسارح في العالم العربي.

يروي الريحاني كيف شاركت معه المطربة منيرة المهدية في العديد من عروضه، في محاولة منه لجذب انتباه الجمهور، حيث ظهرت في مسرحية "صلاح الدين الأيوبي" وغنّت على المسرح قصيدة "إن كنت في الجيش أدعى صاحب العلم".

كما يتحدث عن ارتباطه بالفنانة اللبنانية بديعة مصابني التي تعرَّف إليها أثناء أحد عُروضه في بيروت، التي أسست فرقتها المسرحيَّة الخاصَّة وعُرفت باسم "فرقة بديعة مصابني"، وكان لها دور في اكتشاف العديد من الممثلين المسرحيين.

شارك الريحاني في العديد من المسرحيات منها: "الجنيه المصري" (1931)، و"الدينا لما تضحك" (1934)، و"حكم قراقوش" (1935)، و"الدلوعة" (1939)، و"إلا خمسة" (1943)، و"يا ما كان في نفسي" (1946)، و"الدنيا على كف عفريت" (1946)، كما مثّل في أفلام سينمائية منها "صاحب السعادة كشكش بك" (1931)، و"ياقوت أفندي" (1934)، و"سي عمر" (1941)، و"لعبة الست" (1946)، و"غزل البنات" (1949).

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون