دائماً هنا وهناك

04 فبراير 2024
أطفال بين أنقاض مبانٍ دمّرها القصف الصهيوني، رفح، 31 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

قطاع غزّة معسكر إبادة من بيت حانون إلى سلك الحدود مع مصر.

معسكر مفتوح، جارٍ العمل عليه، كي ينكوي وعي المقاومة في كلّ المنطقة.

لكن، هذا جانب واحد من الصورة. الجانب المقابل والأهمّ هو عبقريات مقاومينا ومن يديرهم، في إثخان جحافل المستوطنين العسكر، كلّ ساعة على مدار اليوم.

لقد ولّى زمن المعجزات، كما قال خليل حاوي، ولكنّه عاد منذ السابع العظيم، وعلى هذا يجب أن تُركّز الصور وتُركّز الأقلام.

مباركة، أيها الأبطال، تلك البطون التي حملتكم، وتلك الأثداء التي أرضعتكم.

مباركة عقول من درّبوكم على القتال، حتى بلغتم اليوم شأو النضال الأعلى، على مستوى العالم.

لكَم عاجزة كلماتي تجاه ما تجترحون وتفترعون وتجترعون من مواجهات، غدت منذ السابع العظيم، في مقام الأسطورة.
أمّا الكلاب العربية التي تنبح عليكم... غدُها يقيم كما هو يومها الآن: في مزبلة التاريخ.

مباركون يا من رفعتم رؤوسنا عالياً، حتى صرتم بالنسبة لنا جميعاً (نحن الذين وُلدنا في عراء الخيمة، لاجئين لأمّهات وآباء لاجئين، وتدرّبنا على مجالدة الفاقة، قبل أن نتعلّم الأبجدية، في مدارس وكالة الغوث)، حتى صرتم لنا مثل ديناصور مونتيروسو: لقد كان دائماً هناك. وفي حالتنا: هنا وهناك.

ولهذا، رغم زوال بيوتنا وارتقاء شهدائنا، فإنّا لنأتنس بكم، وما دمتم موجودين، فأرواحنا بخير.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون