خالد ضوا.. "عروش" المستبدّين وهشاشتُها

30 يونيو 2022
من المعرض
+ الخط -

إن كان النحّات والتشكيلي السوري خالد ضوا قد عُرف، في بدايات الثورة في بلاده، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي كان ينشر عليها صوراً لأعماله، فإن هذه الأعمال كانت، وما تزال إلى اليوم، بعيدةً كلّ البعد عن طبيعة الافتراضيّ: على العكس، منحوتاته تكاد تقول، بقليل من الطين أو البرونز، كثيراً ممّا شهدته سورية من قمع ودكتاتورية وكذلك من رغبةٍ في التحرُّر.

في معرضٍ يحمل عنوان "عروش"، يستضيفه "غاليري جيرالدين بانييه" في باريس منذ الثاني من حزيران/ يونيو الجاري وحتى الثامن والعشرين من آب/ أغسطس المقبل، يقدّم الفنان جانباً من الأعمال النحتية التي أنجز أغلبها بين عامَيْ 2018 و2022، إلى جانب رسمَيْن بالحبر على الورق.

بعد معرضه "تفكيك"، الذي أقامه العام الماضي في باريس، مقدّماً فيه عملاً ضخماً (نحو 5 أمتار) يمثّل حارةً سورية لحق به الدمار بسبب قصف النظام السوري وحلفائه، يعود الفنان (1985) في معرضه الجديد إلى ثيمتَيْ الدكتاتور والسلطة، حيث يقدّم منحوتات يتمثّل أغلبها في رجل مترهّل البنية، جالس على كرسيّه أو عرشه.

Epave، برونز، 2022 (من المعرض)
عمل بعنوان Epave، برونز، 2022 (من المعرض)

لكنْ رغم الموقع السلطويّ الذي يتّخذه، والعرش الذي يعتليه ويتمسّك به في كلّ منحوتة تقريباً، إلّا أن الرجل الجالس على العرش لا يظهر لنا، في أيّ هذه من المنحوتات، في موقع قوّة، بل هو دائماً عرضة للتشقّق، والانهيار، حيث يعمل الفنان على تثقيب جسده، أو على نزع كتلٍ منه، وكأنّ جسد الدكتاتور رديفٌ لسلطته ونظام حكمه اللذين يعيشا الانهيار.

انهيارٌ يصل مداه في منحوتة نرى فيها التحلُّل والتمزّق وقد نالا من جسد الدكتاتور، وذهبا بساقيه وجزء من وجهه، في حين يبدو عرشه، المائل، في طريقه إلى السقوط.

المساهمون