جبلٌ تحمله فراشاتٌ من حدائق بابل

19 فبراير 2021
أسامة بعلبكي/ لبنان
+ الخط -

يريد العالمُ
أن يبتكرَ
روعتَه
في الضوء
في الزهرة
في الظلمات.

يريد العالم
أن يخلق نفسه
في صوت العصافير
في فواكه
كالفضة
كالعسل.

يريد العالم أن
يكون له
جسدٌ من الصمت
من الجمال
جسدٌ من ابتسامةِ
طفلٍ جديد.

يريد العالم
أن يكتب
مراثي جديدة
للشجرة
للمطر
للقوارب
التي
وجدنا فيها
امرأةً ميتة.


◼◼◼


خلف النافذة
صوت بعيد
لبائعٍ جوالٍ
يبيع أيامًا
كالخرز
جميلةً وملونة.

خلف النافذة
ضوءٌ من لونٍ أخضر
ضوءٌ من لؤلؤة منسية
في صدر ميتة.

خلف النافذة
يتحرك العالمُ
ويُحَرِّك الأرصفة
يُحَرِّك الأغصان
يحَرِّك الناس
ينقلهم من لحظةٍ
ويلقي بهم
إلى لحظةٍ أخرى.


◼◼◼


في المرآة
نافذةٌ
خلف النافذة
عصافير
تطير العصافير
وتغيب
وظلُّها
يغيب

في المرآة
تعيد العصافير
معنى النافذة
إلى النافذة
تعيد ظلَّها
ويبقى
في ذاكرة المرآة.


◼◼◼


في الكلمة
جبلٌ
تحمله
فراشاتٌ
من قوس قزح
فراشاتٌ
من حدائق بابل.

في الكلمة
بحرٌ
فيه حورياتٌ
يتحدثن
مع الآلهة
عن روضة أطفال
تدعى
الأرض.

في الكلمة
يختفي
العالم السفلي
يختفي
الشر
يختفي
الطلسم

في الكلمة
صحراء
تنقل المسافرين
من اللازمان
إلى اللاوعي.

في الكلمة
كهفٌ
جدرانُه
الفضة
والزمرد.


◼◼◼


العالم أخضر
كالطحالب
في الضوء
أخضر
كمشايعة الميت
في يوم عاطل

العالم أخضر
كالشارع الذي
ألقيت فيه
النقود
وفرح بها
الأطفال
والفقراء.

أخضر
كأماسي الغجر
أخضر
كسهول الأرض
أخضر
كمغارةٍ
يسكنها وحشٌ
ينتظره
الناس.


◼◼◼


في الضوء
غناءُ العصافير
على السطوح
على شجرة الجيران.

في الضوء
صمتٌ بعمق الندم
أخضر كشجرة الندم.

في الضوء
يغمض الحارسُ
عينيه
محاولاً
أن يتذكر شكلَ
الوردة النائمة

في الضوء
تغسل امرأةٌ
ثياب الظلام
في نهر المعرفة

في الضوء
زورقٌ
في الزورق
شيخٌ
يغني وحده
عن غجرية
غرقت في الماء.


◼◼◼


في المطر
المظلات
أشجارٌ 
الأشجار تمطر
الأزهار تمطر
وآخر رجل
من زمن الرحَّل
يمطر
قصائد
وذكريات

في المطر
يلوذ الرحالة
إلى محطة وحيدة
تلوذ السقوف
إلى نفسها
تلوذ الشجرة
إلى ورقها

في المطر
لا أحد يعرف
من أين جاء
الآخر
وأين يغيب.


* شاعر من الأهواز

المساهمون