تقولُ حسبُ ما تقاطعَ في مرمى الضوء

16 يناير 2023
مقطع من "الغوطة"، للفنان السوري أدهم اسماعيل (1922 ــ 1963)
+ الخط -

لا تقولُ كلَّ شيءٍ
لا تقولُ إّلا قليلاً...
 
تتركُ ما يبقى 
لينحتَهُ الضوءُ...
تدعُهُ يهوي 
(تتبعهُ بينما يهوي)
 تلتقطهُ الطيورُ
في مناقيرها، قبل أن يصلَ.

...

ما لا تقوله لأنه ذاهلٌ 
ما ترميهِ، بعد أن قُلتَهُ 
لأنه نفدَ من نُسغه الليلُ
 
ما تدعهُ يذهبُ...
تقول أنه هاربٌ من نُزوِّ الصيف
(المستحمّاتُ والشاطئ والبحر).
 

لا تقولُ كلَّ شيءٍ
تقولُ حسبُ ما تقاطعَ في مرمى الضوء
في الصباح عاد ينفض عن ريشه الندى...

لا تقولُ إلّا قليلاً...
ما بقيَ تَدعهُ في العراءِ تحت النجوم
تقولُ سيرويه القادمون صباحاً إلى الحقول.

ما لا تُعيدهُ 
ولا ترميهِ 
تدعهُ يتمدّد في العشبِ
كما أوّل ما تناثر بأهدابهِ النهار.

ما تقوله في دقيقتينِ
ثم تُهملهُ
تتركهُ يميل على الصخورِ 
من جهة الليلِ كما يحبّ...

ما لا تُعيدهُ 
ولا ترميهِ 
الريحُ أصابت منه عقِبَ أخيل
وقع جريحاً بين يديك
تَركتهُ يتمدّدُ في الشمسِ
(آخرُ ما تذكّرتهُ من النهار).

ما تركْتَه للنهارِ
حتى تلوّحهُ الشمسُ
ليحمرّ ويَرنحَ
ويميلَ
قاطفاتُ التوتِ مضينَ به إلى الجبال.
 
ما قلتَه ذاهلاً
وتمنّيتَ لو يمضي أبعدَ...
 
لو الجميلةُ تأخذهُ من يديهِ وراء السياج 
بعيداً عن ذهولِكَ.


* شاعر سوري مقيم في باريس

نصوص
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون