بائعٌ متجوّل

30 أكتوبر 2020
من عمل لـ شادي زقزوق/ سورية
+ الخط -

في ليالي الخريف
كُلّ شيءٍ يبدو بارداً:
الريح
أوراق الشجر
كلامنا المنثور
في الفضاء
جثاميننا السائرة
في العتمة.

كُل شيءٍ يبدو بارداً:
أرصفة المدينة
أسلاك الكهرباء
حظّنا العاثر
بألف جدارٍ وحاجز

كُلّ شيءٍ يبدو مُبهماً
كالمشاعر
والمبادئ
وخيوط الكلام
التي تنسلها أصابعنا
في العتمة.

في ليالي الخريف
القهوةُ، نبيذُ القلقين.

نَفرطُ عُقدة الوقت
كُلّما قرصَنا البردُ
لعلّ حطب الدقائق
المُحترقِ
يُبدِّد وحشة المكان

على حافة الذاكرة أجلس
في كُلّ ليلة
وأفرش للناس بضاعتي:
الذاكرة؛
تؤلمني، لكنها ممتعة.
الحُزن؛
جديدٌ مُعتّق
الأمل؛
هِبة لكلّ مُحتاج.

للمارّين في الليالي الباردة:
هذه بضاعتي

مَنْ يشتري؟


* كاتب من فلسطين

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون