المواقع الأثرية في الجزائر.. "قائمة التراث الإنساني" وحدها لا تكفي

13 مايو 2022
بناية حديثة في قلب "حي القصبة" الأثري (العربي الجديد)
+ الخط -

في عام 1980، صنّفت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو) "قلعةَ بني حمّاد" في ولاية المسيلة الجزائرية، والتي تأسّست في القرن الحادي عشر للميلاد، ضمن "قائمة التراث العالمي للإنسانية". وبعدها بسنتَين، ضمّت إلى القائمة ذاتها المدنَ الرومانية في كلٍّ من سطيف (كويكول) وباتنة (تيمقاد) وتيبازة (تيبازة الموريتانية)، وموقع "طاسيلي ناجر" في ولاية إليزي، و"وادي مزاب" في ولاية غرداية. وفي العام 1992، التحقت "قصبة الجزائر" في الجزائر العاصمة بالقائمة ليُصبح عددُ المعالم والمواقع التاريخية الجزائرية فيها سبعةً.

ومنذ إدراجها في القائمة، تُشرف على هذه المواقع مؤسَّساتٌ رسميةٌ تابعة لوزارة الثقافة؛ حيثُ باتت تخضعُ لعمليات حفظٍ وصيانة واستخدام سياحي مِن خلال "الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية"، وهو هيئةٌ تتبع الوزارة نفسها.

قبل أيام، قال الأكاديمي والخبير في التراث الثقافي، توفيق حموم، في تصريحات لـ"وكالة الأنباء الجزائرية"، إنّ الجزائر سجّلت عام 2002 ستّة ملّفات ضمن "القائمة الإرشادية المؤقتة" لمنظّمة "اليونسكو"، لتصنيف مواقع ومعالم تاريخية أُخرى ضمن "قائمة التراث العالمي للإنسانية"، وهو ما يعني - وفقه - التزامَ الدولة بإعداد ملفّات ترشيح هذه الملفّات لتصنيفها ضمن قائمة "التراث الإنساني العالمي"؛ من خلال تحديد "القيَم الاستثنائية العالمية" لهذه الممتلكات الثقافية من جهة، و"تطبيق الإجراءات التصحيحية التي أوصت بها لجنة التراث العالمي بعد تقييم حالة الممتلكات" من جهة أُخرى.

وتتعلّقُ هذه الملفّاتُ بكلّ من حظيرة الأوراس، والواحات ذات الفقارة وقصور العرق الغربي الكبير، ومواقع وأماكن ومسارات القدّيس أوغسطينوس في بلاد المغرب الأوسط، وندرومة وترارة، وواد سوف، والأضرحة الملكية النوميدية والموريتانية والمعالم الجنائزية التي تعود لما قبل الإسلام.

لفت حمّوم إلى أنَّ هذه المعالم شهدت "تدهوُراً متسارعاً خلال القرن الحالي لأسباب طبيعية وبشرية"، داعياً إلى إجراء تحديثات لمحتوياتها على ضوء الاكتشافات والدراسات الحديثة، معتبراً ذلك أمراً ضرورياً لدعم ملفّات الترشيح، لكنّه نبّه إلى غياب متابعة سريعة لهذه الملفّات.

يُتيح إدراج المواقع والعالم الأثرية ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث الإنساني العالمي ميزاتٍ؛ مثل التعريف بها وطنياً ودولياً، وتوفير تمويل مادّي لعمليات حفظها وترميمها، إضافةً إلى توفير آليات لحفظها وتسييرها وحمايتها. لكنّ الإدراج ضمن هذه القائمة ليس كافياً لوحده، ولعلَّ " القصبة" مثالٌ واضح على ذلك؛ إذ لا تزالُ هذه المدينة التاريخية غارقةً في الفوضى والإهمال بعد ثلاثين سنةً من تصنيفها، رغم مشاريع الترميم التي لم تتوقّف طيلة تلك الفترة.

المساهمون