المغرب العربي.. قصة حياة اللّون الثقافية

02 ابريل 2023
من المعرض
+ الخط -

اللّون حياة. قصةٌ عادة ما تُبنى من منظور شخصي. قد يكون رحلة متكررة، توثيقاً. ولكنه يمكن أن يكون أيضاً رحلةً نحو الأعماق. اللون فضاء مفتوح على الألوان كلّها، ولكنه ينبثق من أصل، من جذر، وله تاريخ، تماماً مثل الإنسان. 

في محاولة لاستكشاف الأثر الحيوي للألوان، يستضيف "البيت العربي" بالتعاون مع "الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية" (AECID) في مدريد، معرض "ألوان المغرب العربي الثقافية" حتى الحادي والعشرين من أيار/ مايو المقبل. يوغل المعرض في قصّة اللّون، وكأنّه حياة تعيش بين الألوان الأُخرى في عائلة قوس قزح، ورحلاته المتكرّرة في محاولة للتوثيق الفوتوغرافي والتوغّل في النسيج الحِرفي للمغرب العربي.

يتكوّن المعرض من مجموعة لوحات ونصوص تُؤرِّخ فيها الحِرف والصور كيفية استخراج الألوان، وحضورها، وتطبيقها، واستخدامها في المناظر الطبيعية أو الهندسة المعمارية أو الحِرف اليدوية في المغرب العربي.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تجمع النصوص بين المعلومات التجريبية والتأملات الشخصية في الحصول على الألوان، ودمجها، واستخدامها في المخيلة المغاربية. بدورها، تُظهر الصور المرافقة لتلك النصوص المباني المعمارية والسكنية، والمناظر الطبيعية، وحفلات الأعراس، والبشر في حياتهم اليومية، والديكورات الداخلية، والملابس، وقطع المجوهرات وكلّ ما يمكن أن يدخل اللّون في تركيبه.

وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام متنوعة تتحاور في ما بينها. خُصّص الأول للألوان، حيث يعيد النظر في لوحة الألوان المغاربية، متّبعاً طرق الحصول على الأصباغ وتطبيقها. أمّا الثاني فقد خُصّص لنظريات تناغم اللون انطلاقاً من تجربة الفنان السويسري يوهانس حول اللون والنقطة، وتموجات اللون وتناقضاته.

في قسم الحِرف، جُمعت بعض تطبيقات الألوان في قطع النسيج، أو السيراميك، أو المعدن، أو الخشب. وفي قسم الفولكلور، يمكن تتبّع الألوان التي تغمر التراث غير المادي للبلاد، بما في ذلك المهرجانات أو الأسواق أو حفلات الزفاف.

وفي القسم الأخير، والذي حمل عنوان "طريق اللون"، يمكن للزائر أن يتتبّع المسارات اللونية في المغرب العربي، والتي تسمح للزائر بالتجوّل في مدن ساحل المحيط الأطلسي أو الريف أو القلاع الجنوبية، متّبعاً اللون السائد في كل منطقة.

يرافق المعرض كاتالوغ صور وكتيّب يتضمّن مُلخّص بحث أجرته "مؤسسة إنوباراتي الثقافيّة" حول الأصل التاريخي للألوان وأصول استخداماتها في المغرب العربي.

المساهمون