منذ ستينيات القرن الماضي، برزت العديد من التجارب لشعراء وساردين تونسيين يكتبون بالفرنسية مثل: عبد الوهاب المؤدب، والهادي بوراوي، والمنصف غشام، وأمينة سعيد، والطاهر البكري، ومحمد عزيزة، لكنهم بقوا ضمن نخبة ضيقة قياساً بالدور الذي لعبه مجايلوهم الذين كتبوا بالعربية في تكريس الحداثة الأدبية وتطوير نزعات وتيارات متعدّدة.
كما أن حضور هؤلاء الكتّاب ضمن الثقافة الفرنكفونية ظلّ محدوداً مع استثناءات قليلة منها المؤدب بكتاباته الشعرية وبوراوي برواياته، واللذين حظيا بإشادات نقدية ونالا جوائز أدبية أيضاً، ليشكّل السؤال عن عالمية الأعمال الأدبية التونسية الصادرة بالفرنسية ومستقبل الكتابة بها مطروحاً على الدوام.
"الأدب التاريخ والمخيال في الأدب التونسي المكتوب بالفرنسيّة" عنوان اليوم الدراسي الذي ينظّمه "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة يوم الثلاثاء، السادس والعشرون من الشهر الجاري.
تنطلق الجلسة الأولى، "شهادات مؤلّفين تونسيين يكتبون بالفرنسية"، بورقة تحمل عنوان "السير الذاتية المكتوبة روائياً" لعبد الجليل القروي، و"ِشهادة عاشق للغتين" لعبد العزيز قاسم، و"رهانات الإبداع في الرواية التونسية المكتوبة بالفرنسية والتباساتها.. تجربة شخصية" لمختار سحون، إلى جانب ورقة بعنوان "عمل أو منجز أدبي مكرّس لذاكرة المدينة" لأحمد محفوظ، و"الحياة الأخرى أو تفحُّص عائلة تونسية معذبة" لصلاح غربي، و"مسار أدبي بين الشعر وسرد الصبا" لسمير مرزوقي، ويعقب الجلسةَ نقاش مع الجمهور.
أمَّا الجلسة الثانية فعنوانها "شهادات حول مؤلفين تونسيين يكتبون بالفرنسية"، وتتضمّن ورقة "الجيل الجديد من الكتّاب الشبان" لأحمد محفوظ، و"عبد الوهاب والمؤدب والتصوف" لفردوس بوعوين، و"الكتابة في الأوقات الحرجة في 'الكتلة المتقدة' لأيمن مناعي" لعصام معشاوي، و"عن طاهر بكري.. شاعر المواطن العالمي" لصلاح غربي، و"المرأة والثورة عند منية كاليل في كتابيْ 'الحركات النسوية والحركات الأدبية' و'شيوخ في السرّ'" لكامل جحا.