منذ مطلع الألفية الثالثة ازداد الحديث عن الأرشيف الفلسطيني، لا سيما من قبل المؤسسات المستقلة والمجموعات التي تكونت لهذا الغرض، والفنانين المعاصرين والفاعلين الثقافيين.
وتعد الأفلام الوثائقية من أكثر الفنون التي تحتاج حاجة ماسة إلى الأرشيف، وتعتمد عليه. وفي هذا الإطار يستضيف مهرجان "زيت وزعتر" المخرجة الفلسطينية محاسن ناصر الدين، عند الثانية عشرة من ظهر الأحد 13 من الشهر الجاري، في محاضرة تحت عنوان "استعادة الذاكرة من الأرشيف".
تتناول المخرجة عدة أسئلة حول الأرشيف من خلال أعمالها الوثائقية، فتحاول الإجابة عن أسئلة من قبيل: ماذا يعني الأرشيف المفقود؟ وكيف خلق الأرشيف المفقود فراغا في الرواية الفلسطينية؟ وماذا فعل الفلسطينيون لتعويض ذلك؟
فناصر الدين لا تبحث في أفلامها عن الأرشيف وحسب، بل تربطه بالحاضر في محاولة للمساهمة في استعادة الذاكرة والرواية الفلسطينيتين.
يُعرض خلال المحاضرة فيلمان وثائقيان للمخرجة، ثم تتحدث عن رحلتها في جمع الأرشيف المتعلق بهما؛ الأول "الصورة المستعادة" (2012)، وهذا فيلم عن حياة كريمة عبود أول مصورة فلسطينية.
تنقلت المخرجة في هذا الفيلم بين بيت لحم وحيفا والناصرة لاستكشاف حياة عبود، التي سرعان ما صعدت إلى مكانة بارزة في مهنة يهيمن عليها الذكور تقليديًا بعد أن تلقت أول كاميرا لها في سن المراهقة، وتعد صورها سجلات تاريخية مهمة للحياة في فلسطين في أوائل القرن العشرين.
كذلك يعرض فيلم "الاحتجاج الصامت: القدس 1929" الذي أنجزته المخرجة عام 2019، وفيه تعود إلى يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1929، حين أطلقت النساء الفلسطينيات حركتهن النسائية في القدس. وتوافدت قرابة 300 امرأة إلى المدينة من جميع أنحاء فلسطين. وقمن بمظاهرة صامتة سارت عبر المدينة احتجاجاً على تحيز المفوض السامي البريطاني ضد العرب في انتفاضة البراق.