"أجيال من مدرسة الإسكندرية": منذ الثلاثينيات

16 مارس 2023
عمل لـ محمد عبلة (من المعرض)
+ الخط -

في عام 1957، تأسّست في الإسكندرية كلّية متخصّصة بالفنون الجميلة في جامعتها، على يد النحّات وعالم المصريات أحمد عثمان (1907 – 1970)، حيث خرّجت بعد سنوات عدّة مجموعةً من الفنانين والمعماريين والمصممين الغرافيكيين.

ورغم أن إنشاء الكلية أتى متأخّراً عن نظيرتها في القاهرة بنحو خمسين عاماً، إلّا أن المشهد التشكيلي في المدينة المتوسطية أسبق بزمن طويل على ظهور الأكاديميات والمؤسّسات الفنية، حيت قدم العديد من الفنانين الأوروبيين إليها في نهاية القرن التاسع عشر وأقاموا مراسم خاصة تعلّم فيها العديدُ من الفنانين السكندريين، مثل محمود سعيد وسيف وأدهم وانلي ومحمود مرسي.

حتى الثلاثين من الشهر المقبل، يتواصل في "مركز محمود سعيد للمتاحف" بالمدينة معرض "أجيال من مدرسة الإسكندرية"، والذي افتتح في السابع عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية.

الصورة
عمل لـ عفت ناجي، من المعرض)
عمل لـ عفت ناجي (من المعرض)

يضمّ المعرض مئة وأربعة أعمال تتنوّع بين الرسم والنحت والطباعة وتمثّل تجارب نحو سبعة وستّين فناناً سكندرياً منذ ثلاثين القرن الماضي، ومروراً بالدفعات الأولى من خريجي كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية في الستينيات وحتى نهاية السبعينيات، وتشكّل نواة لمعرض أكبر وأشمل سيُقام لاحقاً، بحسب المنظّمين.

وترصد الأعمال المعروضة التغيّرات والأحداث التي عاشها المجتمع، كما تكشف عن ملامح الحركة التشكيلية المصرية خلال هذه الفترة التاريخية وما ظهر بها من أساليب ومدارس فنية. إضافة إلى ذلك، يضيء المعرض على أسماء عديدة لم تنل حظّها من الأضواء والشهرة.

الصورة
عمل لـ سيف وانلي، من المعرض
عمل لـ سيف وانلي (من المعرض)

تُعرض أعمال الفنان محمود سعيد (1897 - 1964) التي يظهر فيها أثر الثقافة العربية واضحاً، وبالأخصّ الثقافة الشعبية لبلاده وذلك الموروث البصري الفرعوني المتجذّر فيه، خلال العشرينيات في سياق تكوّن الهوية الوطنية المصرية بعد ثورة 1919، في الأدب والفكر والفنون، حيث رسَم طقوس التصوُّف من حلقات ذِكر وزار، ومعالم مدينته الإسكندرية، والبورتريهات النسائية، وهي الثيمات الأساسية التي قدّمها.

كما تُعرض لوحات محمد ناجي (1888 - 1956) التي نفّذها بعد تجواله في عديدٍ من المدن والقرى المصرية في الثلاثينيات؛ حيث كان مشغولاً بتصوير العلاقة مع الأرض، والمواسم الدينية، والتقاليد في الأرياف، ضمن أسلوبه الانطباعي.

إلى جانب أعمال عفّت ناجي (1905 - 1994)، وسيف وانلي (1906 – 1979) وأدهم وانلي (1908 – 1959)، وكامل مصطفى (1917 – 1982)، وحامد عويس (1919 – 2011)، ومارغريت نخلة (1908 – 1977)، والغول علي أحمد (1933 – 2011)، ومنير فهيم (1935 – 1983)، وسعيد حداية (1937 – 2017)، وفاروق شحاتة (1938 – 2017)، وصبري حجازي (1942 – 2016)، وعصمت داوستاشي (1943)، ومحمد عبلة (1953)، وأخرين.

المساهمون