تأسّس "مهرجان ليفربول للفنون والثقافة العربية" عام 1998، كتظاهرة تتواصل فعالياتها على مدار العام وتستضيف مجموعة من الفنانين والفرق الفنية من العالم العربي، وأقام دورته الأولى سنة 2002 التي ركّزت على الفنون المرئية والموسيقى والرقص والأفلام والأدب والمسرح والفعاليات الرقمية.
إلى جانب الاحتفالية الأساسية التي ينظّمها المهرجان في تموز/ يوليو من كلّ عام، يتبنى المنظّمون مشاريع فنية وثقافية في المدارس والكليات داخل المملكة المتخدة، من شأنها تحفيز الاهتمام وتشجّع على المعرفة بالثقافة والفنون العربية عبر برامج تعليمية ومحاضرات وندوات وورش تدريبية.
حتى السابع عشر من الشهر الجاري، تتواصل الدورة العشرون من المهرجان في مدينة ليفربول البريطانية (330 كلم شمال غرب لندن) التي انطلقت مساء الخميس الماضي، بتنظيم من "المركز العربي" و"مركز الفنون المعاصرة" في المدينة.
اختار المنظّمون "اللغة والترجمة" موضوع الدورة الحالية، عبر طرح تساؤلات مثل: كيف نستخدم اللغة للتواصل، كيف نفهم بعضنا البعض، وكيف نجتمع معًا للمشاركة وعبور حدودنا الثقافية؟ استناداً إلى أن اللغة هي أساس ثقافتنا وهويتنا، لكن الترجمة بطبيعتها ليست متجذرة في اللغة فقط، ويمكن أن تكون الطريقة التي نتصفح بها هوياتنا المختلطة، وهنا يستكشف المهرجان نقاط التقاء اللغات.
في يوم الافتتاح، قدّم الموسيقى المغربي وليد بن سليم عرضاً بعنوان "نردستان" الذي يستند إلى مشروع يمزج بين الألحان الصوفية والإيقاعات العربية ومقتبسات من الشعر العربي، وبين موسيقى الروك وتريب هوب، والموسيقى الإلكترونية.
يقام أيضاً معرض "اليمن في الصراع" الذي يتضمّن مجموعة نصوص شعرية وقصصا شفوية بهدف إنشاء أرشيف جديد يتضمّن مواد تتحدّث عن الحرب والسلام، وتم إعداد أربعة أفلام مستوحاة من مضامين النصوص التي تمّ جمعها.
"انطباعات من الأرشيف" عنوان المعرض الذي ينظّم بالاشتراك مع "المؤسسة العربية للصورة" و"استوديو بيروت"، ويشتمل على صور فوتوغرافية نادرة تعكس المئة والعشرين عاماً الأخيرة من التاريخ الاجتماعي في العالم العربي، بالإضافة إلى البطاقات البريدية والملصقات والأفلام.
كما يُعرض فيلم "الأقصر" (2020) من تأليف وإخراج زينة درة، ويصوّر علاقة جمعت بين عالم آثار مصري وعاملة بريطانية تعمل في مجال الإغاثة بمدينة الأقصر في جنوب مصر، إلى جانب ورشة حول الأغنية العربية بإدارة كميل معلاوي، وورشة رسم الخرائط بعنوان "استكشاف الإدريسي" تقدّمها جيسيكا إل مال.