"حراس الطبيعة" لمحمد ربيع: الصعيد في طبقات لونية

09 أكتوبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

في معرض له العام الماضي، قدّم محمد ربيع تضاريس تحاكي الطبيعة في مسقط رأسه بمحافظة المنيا في الصعيد، من خلال إبراز الغنى اللوني الذي يشكّل الأخضر بتدرجاته، إلى جانب بانوراما لونية بأسلوب زخرفي غنائي يأخذ تنويعات عديدة.

يواصل الفنان التشكيلي المصري (1986) ما بدأه في معارض سابقة مثل "البيت" و"تراكم زمني" مِن تطويرٍ لأسلوبه التعبيري في النزوع نحو تصوير المناظر الطبيعة أو واقع الإنسان المصري اليومي، ضمن بحثه البصري في الهامش.

(من المعرض)
(من المعرض)

"حراس الطبيعة" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح مساء الجمعة الماضي في "تام غاليري" بالقاهرة، ويتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وفيه يتناول أيضاً مزيجاً متعدد الطبقات من مختلف العصور والثقافات التي تشكل التراث الغني لجنوب مصر.

يضمّ المعرض قرابة سبعين لوحة متعددة الأحجام، تظهر فيها ضفاف نهر النيل التي تنفتح على أراض خصبة، والبيوت الطينية والأبنية التي تتماهى مع لون الأرض وطبيعتها، إضافة إلى حضور عناصر ترتبط بموروث تلك المنطقة الزراعية، مثل "خيال المآتة" (الفزّاعة) الذي يُصنع من القش ليبعث الخوف لدى الطيور فلا تتعرّض المزروعات.

(من المعرض)
(من المعرض)

يلجأ ربيع إلى التجريد الذي يمتزج أحياناً مع التشخيص، لإبراز الفضاء الذي يتأملّه، وتصوير كل مكوّناته مثل الحيوانات التي لا تغيب عن اللوحة، ومنها الحمير والماعز والكلاب، كما يدمج التكوينات الهندسية لهياكل البيوت المُحيطة بالحقول في عفوية خطوط الفرشاة، مُستعيناً بالألوان الترابية مع لطخات لونية مشتقة من تدريجات الأزرق النهري والأبيض وغيرهما.

يشير بيان المعرض إلى أن الفنان "يستخلص عدّة مفاهيم من هذا التاريخ ويجزّئها، ثم يترجمها بمفهومه المعاصر. ومن خلال الصورة التي يعكسها في لوحاته، يمكن لمشاهد فنه الاتصال فوراً بالشخصيات المصورة".

 

المساهمون