"تركيب": ذاكرة بغداد البصرية

20 سبتمبر 2020
(من فيديو "مفقود" لعاطف الجفال)
+ الخط -

يواصل "بيت تركيب" في بغداد فعالياته منذ تأسيسه عام 2015، والذي انطلق بوصفه مبادرة أقامت آنذاك تظاهرة رئيسية لها في مكان مختلف كل عام، ثم أنشأت مقرّاً دائماً في أحد البيوت البغدادية في منطقة الكرادة يعود بناؤها إلى عشرينيات القرن الماضي.

يركّز المشروع على تنظيم أنشطة فنية طوال السنة، بهدف "إيجاد الروابط بين حقول الفنون المتنوعة، واستثمار إمكانية الاتصال بين مبدعيها وبين الجمهور العام من خلال التحكم بالحدود بين الفن والحياة اليومية، واكتشاف فضاءات حوار ثقافية واجتماعية جديدة نابعة من الأسئلة الملحّة في الحياة العراقية"، بحسب بيان المنظّمين.

بعد تأجيله انطلاق معرضه الدوري هذا العام نتيجة تفشّي فيروس "كوفيد – 19"، يُفتتح اليوم الأحد معرض "بغداد تمشي" في "تركيب" والذي يتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، ويضمّ أحد عشر عملاً تتنوّع بين النحت والرسم والتصوير والماكيت والصوت ومكتبة متنقلة ودراسات وفن الأداء وفن الفيديو وقراءة رقمية تصويرية.

(سوق الغزل - الشورجة، تبارك الأطرقجي)
(سوق الغزل - الشورجة، تبارك الأطرقجي)

المعرض الذي يقام كواحد من مشاريع "معهد غوته في العراق"، بالتعاون مع "معهد التجارب المكانية" في برلين و"منظمة تركيب للثقافة والفنون"، يشارك فيه كلّ من الفنانين تبارك الأطرقجي، وعاطف الجفال، ولؤي الحضاري، وأحمد المجيد، وحسام محمد، ومهند محمد، وأمين مقداد، وحسين مطر، ومهند طه، وزيد سعد.

يقدّم المشاركون وجهات نظرهم حول موضوع "ثقافة التذكر" في الفضاءات المدنية حول شارع المتنبي وسوق الشورجة ببغداد، حيث يرسم مهند محمد تحت عنوان" آثار" أبنية ومواقع طبيعية من المدن العراقية التي دمرتها التفجيرات، إذ اختار محكمة المتصرفية القديمة التي دمرت عام 2003 وما زالت مهملة، أما حسام محمد فيقدّم تحت عنوان "محو" سجادة مجدَّلَة بفرشاة يد (بحجم 2 م × 2 م) معلقة على شرفة.

يجسّد زيد سعد في عمله "نصف" باباً مغلقاً يوحي من أحد جوانبه إلى نصف عجلة، بهذه الفكرة يناقش وضوع الهجرة، إذ يشير الباب الى ترك مكان مألوف والذهاب الى عالم آخر مجهول، بينما يتناول عاطف الجفال في عمله "مفقود" أحداثاً من الماضي القريب أدت إلى غياب الناس في المجتمع.

وقام حسين مطر بتثبيت لافتتين كبيرتين مع صور عدّة، حيث يقف رجل في إحدى هذه الصور على نفس جسر المشاة وهو يحمل راديو في يده، بينما نرى في الصورة الأخرى رجلاً يحمل هاتفاً محمولاً في نفس المكان، وهنا يقارن القنوات أو الوسائل المستخدمة بشكل مختلف لأغراض الدعاية في عقدين من الزمن، حيث أنه خلال الغزو الأمريكي عام 2003 تم استخدام الراديو والمنشورات لإرسال الرسائل. أما في الوقت الحاضر فإنه يتم إرسال الرسائل عبر تويتر.

المساهمون