"أكاديمية الصيف": إيكولوجيات ما بعد الاستعمار

06 ابريل 2021
(دارة الفنون تطلّ على مدينة عمّان، تصوير: صوير: معاوية باجس)
+ الخط -

في عام 1999، اجتمع سبعة عشر فناناً من سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق ومصر في "أكاديمية الصيف" التي نظّمت "دارة الفنون" في عمّان فعاليات دورتها الأولى تحت إشراف الفنان السوري مروان قصاب باشي (1934 – 2016) الذي جمع في رؤيته للأكاديمية بين البعد الجمالي والاشتباك مع أزمات العالم العربي والاحتلالات المتعدّدة لأراضيه.

أعلنت الدارة عن بدء التقديم للأكاديمية الصيفية لعام 2021 التي ستنطلق فعالياتها في الأول من حزيران/ يونيو، وتتواصل حتى الثلاثين من تموز/ يوليو المقبل، كجزء من مشروع "إيكولوجيات ما بعد الاستعمار". وتنعقد الجلسات حول مجموعة من الأسئلة المهمة المتعلقة بالأزمة الإيكولوجية وأنظمة القيمة ومستقبل الحياة، والتي في ضوءها سيستكشف المشاركون استراتيجيات مفاهيمية وجمالية جديدة تشتبك مع الممارسات الفنية والإيكولوجية.

تسعى التظاهرة ــ التي توفر مساحة للمشاركين من أجل تطوير ممارساتهم الفنية في بيئة نقدية ــ إلى تشجيع التجريب ومشاركة المعارف والتعلّم الجماعي، طارحةً تساؤلات عدّة، مثل: ما أوجه قصور الخطابات السائدة حول الأزمة البيئية؟ هل الإنسانية، ككلّ، مسؤولة؟ من هم الأشخاص الأكثر تضرّراً؟ كيف نقرأ التدهور البيئي من منظور يشتبك مع ديناميات الطبقة والعرق والجنس؟

كيف يمكن مقاومة تسليع الأرض والطبيعة لنصل إلى منظور يعترف بالأرض كمصدر للحياة والمعيشة؟

كما تُسائل :كيف أثّرت مخلّفات الاستعمار على علاقتنا بمساحاتنا الطبيعية وأنظمتنا البيئية؟ وكيف يمكننا توسيع فهمنا للعنف الاستعماري ليضمن الاعتداءات التي تُشَنّ على أراضي وبيئات السكّان الأصليين؟ وما نوع الصورة أو الدلالات التي تُظهِر الأنماط المعاصرة للاستعمار، مثل الممارسات التنموية والاستيلاء النيوليبرالي على أراضي المشاع وتلويثها؟ وكيف باستطاعتنا مقاومة تسليع الأرض والطبيعة لنصل إلى منظور يعترف بالأرض كمصدر للحياة والمعيشة؟

ويناقش المشاركون إن كانت الحلول التكنولوجية تستطيع المساعدة في هذا السياق، أم أنّ الإجابة تكمن في العودة إلى طرق أكثر "بدائية" للعيش، ومَن سيتحمّل كلفة أيّ حلول مقترحة، إلى جانب تخيّل عوالم أخرى محتملة تستحضر أشكالاً جديدة من التنظيم الاجتماعي، ومحاولة استقراء الشكل الذي ستتخذه ممارسة محو استعمار تعترف بفاعلية وتواطؤ البنى المحلية وفي الوقت نفسه تفهم "أزمة الدولة"، وكيفية المساهمة في بناء تصورات تتجاوز هياكل العرق والإثنيّة والدولة القومية، وتخيل سياسة تتجاوز الإنسان لتشمل كائنات غير بشرية (أو أكثر من بشرية) كشهود وعملاء تغيير؟

يشمل المنهج ورش عمل وعروضاً ومناقشات، وكذلك زيارات استوديو ورحلات، بمشاركة مجموعة من الفنانين والناشطين، منهم سحر القواسمي ونداء سنقرط من "مجموعة ساقية"، وجمانة إميل عبود وصلاح حسن وكريم أسطفان وفراس شحادة وإسلام الخطيب من "مجموعة ويكي الجندر"، وريف فاخوري ودينا بطاينة ونجود عاشور من "مجموعة تغميس".

المساهمون