ما يحصل في الجامعات الأميركية من دعم لغزّة هو نتاج أنظمة تعليمية هيأت طلابها ليفكروا ويتفكّروا بما يحصل في العالم، وليتساءلوا عن مشروعيته ويقيّموه وينتقدوه.
أفضل أنواع التعليم يحصل عندما تكون التجارب التعلّمية جزءاً واقعياً من مجتمع المتعلّم، ما يطرح أسئلة عن مجتمع التعلّم بقطاع غزّة اليوم؟ ماذا يتعلّم الأطفال حقاً؟
يمارس الطفل في غزّة صلابة عالية في مواجهة الصعوبات التي يتعرّض لها، ويتعاطى مع مشكلاته في وقت نتوقع منه الانهيار والتيه، فيفاجئنا بتجاوز أوجاعه، منتشلًا نفسه من تحت الأنقاض، حاملًا الدواء لأخته الصغيرة، ومحاولًا أن يدركها هو قبل أن يدركها الموت.
لا حاجة لتدريب أساتذة غزة على كيفية خلق بيئة صفية آمنة لطلابهم، فصفوفهم ليست مكاناً لتعلّم الرياضيات والعلوم واللغات، بل ملاجئ لهم ولمن بقي على قيد الحياة من قصف عدوّهم.