تبقى العناصر الصحافية قنّاصاً يشعر أيّ عدو بالقلق ويعرقل مهامه التلفيقية والتضليلية. ولهذا، سيبقى العدو الصهيوني يستهدف مواكب الإعلاميين كي لا تعلو أصوات حناجرهم فوق هدير طائراتهم، ولا ينافس فلاش الكاميرا وميض قنابلهم.
نحدثهم عن حق الأم بمنح جنسيتها لأبنائها بحكم الخلق والطبيعة والدم، يحدثوننا عن توزيع مقاعد نيابية، وتحوّلات طائفية، وحروب ثقافية، وموجات توطينية وزد على ذلك من حبكات القلق والتوّجس! همّهم كرسي هنا وكوتا هناك، وهمنا أن نكون مواطنين في أرضنا ووطننا.
بين التطبيل والتقريع، التمجيد للانتصار وتمييعه، استغلال بعض الناس للناس، واستماتة آخرين ليحيا الآخر، يبقى أن نؤكد أن الحرب تفضح هشاشة العدو وتفسح في المجال أمام اكتشاف مواهب أعداء جدد استثمروا في الحرب لتنمية مهاراتهم.
كان الهدف إظهار حميمية وأهمية وجود أخ، على المستوى الشخصي، من لحمي ودمي. أخ لا يتغير ولا يستحيل الدم الذي يجمعني وإياه ماء، مهما كبرت الخلافات إن وجدت.
الإسم المركّب ليس أمرا مرفوضا أو ممنوعا، لكنه يحرّك في بواطن المسمّى فوضى الارتباك. هو شعور لا يقترب منه سوى الذين يعيشون هذه التجربة. فأن أنادى أنا، مثلا، باسم دون الآخر، أشعر وكأن أحد الإسمين مغبون وحقّه ضائع.
مهما فصّلنا، لا يمكن أن نغفل عن الترويقة الصباحية، وأطيب منقوشة، فأبو نزار يحب المنقوشة "المزقزقة" صباح كل أحد. ولكي يحصل عليها، لا بدّ من استصدار أمر يوجب عليه أن يقصد السوري لإحضار ما يكفي من مناقيش لا يعلى عليها.
بئس الزمن الذي بات فيه الإعلام حفلة متاجرة وسوق مفتوح لبيع وشراء المتابعين، والأنكى أنّه يتم عن طريق ارتكاب أخطاء أو افتعال زلاّت، ويحق القول: ويل لأمة صار التباهي بالخطأ فيها فضيلة.
نكتشف في هذه الرحلة القصيرة أنّ الإنسان عدو ما يجهل حتى يدركه فينتهي الخوف، لكن في عيادة طبيب الأسنان، المعادلة تنقلب إلى الإنسان عدو ما يجهل وحين يدركه، تبدأ الحرب.
طريف أنّ الناس حين يفطنون إلى أنك لا تحب فيروز، من السادسة صباحا حتى الثامنة، بل تهواها من الغسق وحتى تشتد ظلمة الليل، ينعتونك بـ "بلا ذوق"، أو يشخصون حالتك على أنها التهاب في الأذن الموسيقية الوسطى.