كاتبة صحفية من السودان. حاصلة على الماجستير في العلوم السياسية. نالت دورات في الصحافة والإعلام من مراكز عربية وعالمية متخصصة. عملت في عدة صحف عربية. حائزة على جائزة الاتحاد الدولي للصحفيين عام 2010، وجائزة العنقاء للمرأة المتميزة عام 2014.
تصوّر التجاذبات السياسية والعسكرية في ليبيا الآن المشهد مشدوداً من الأطراف جميعها، ولكن العبرة فيمن ينجح في سحب مواقف كثيرة مؤيدة لصالحه. وهذه يمكن أن يُبنى عليها مستقبل الصراع في ليبيا ومآلاته التي سوف تزيد من عملية الاستقطاب.
أصبحت نظرية صراع الحضارات منهجاً كلما استشعر الغرب بدنو خطر ما، توجه إلى العالم الإسلامي وإلى الإسلام باعتباره الخصم المتبقي، بعد نهاية الحرب الباردة، وتحطم الأسطورة الشيوعية، وتحول العالم إلى قطبية واحدة.
يزعم الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أنّه يقف على مسافة واحدة بين الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة، ولكن الحوار بينهما لا يشهد توافقاً على مستوى الرؤى. أما المسافة التي يحفظها بينه وبين قوى المعارضة، المقرّبة منه، فتغلب عليها صفة الأبوية.
يمكن القول إنّ أهداف عمليات هندسة نظام الحكم في السودان تمحورت حول مطلبين: رتق جسد حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) بتنحي الرئيس عمر البشير، وإنعاشه وإعادته بوجه جديد، "نيولوك" في وصف رئيسه الجديد أحمد هارون. والإتيان ببديل للبشير.
منذ مجيئه، نصب عبد الفتاح السيسي المشانق لكل من يعارض انقلابه، مستهدفاً بشكلٍّ أخص الشباب الغضّ. فهؤلاء، برأيه، لا يكفي إعدام واحد أو اثنين منهم ليتعظ غيرُهم، إذ لابد من تنفيذ حكم الإعدام بالجملة، فلا وقت لديه لاختبار التأثير البطيء.
عندما تحاول في بلدانٍ تحكمها الديكتاتوريات تطبيق الديمقراطية، تتخلّق تجارب بعيدة عن النزاهة والشفافية، لا تعترف فيها المعارضة بالنتائج المعلنة للانتخابات. وغالباً ما يقوم الحزب الحاكم بالتزوير، فتنتج أنظمة يكتمل فيها الشكل الديمقراطي، لكنها تعاني الاحتقان السياسي بسبب اكتفائها بالشكل.
لا تفارق النظام السوداني مشكلة الإدراك المتأخر، وإصدار القرارات غير المدروسة، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية، وهي ما جعلت النظام لا يأبه بمنطقة شرق السودان وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للقطر وللإقليم ومنطقة القرن الأفريقي.
ادّعت الحكومة السودانية أنّها حلت جهاز الأمن الشعبي، لكن الاحتفالات لصرف مستحقاته كشفت عن بقاء هذا الجسم، بل حجمه ومقدار مستحقاته، وما يسبّبه من صراعاتٍ بين القادة، حيث أنّ كوادر الأمن الشعبي عقائدية مدرّبة عسكرياً، لا تستطيع العيش خارج النظام.
أثارت قضية التطبيع مع نظام الأسد، بعد زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير دمشق، وافتتاح السفارة الإماراتية، جدلا كبيرا، وأطلق أسئلة عن أسباب هذا التطبيع الذي تقوده الإمارات وحقيقة مواقفها في قيادة الثورة المضادة عربيا.
لمصر مقومات قوية، كانت ستكون عناصر نجاح لرئاستها للاتحاد الأفريقي، لو كانت (مصر) تحت حكم ديمقراطي، لأنّ عبد الفتاح السيسي تائهٌ، عاد يغنِّي بلسانٍ أفريقي غير مبين، ما طاب له الغناء، ما دام ذلك سيحقّق أجندتي الرئاسة وقوى إقليمية أخرى.