عبد الحكيم حيدر

كلّنا في دوامة خجل من يكسب ومن يخسر ومن لم تمر عليه الخسارة ولم ير الكسب إلا في حلمه، والأحزاب تحاول أن تقسّم الكعكة، على الرغم من عدم وجود كعكة أساسا.

صاحب الموهبة باحث فقير عن الذهب، وهو حالة فريدة، دفع فيها ما لا ندريه من ثمن في رحلة البحث، والابن حالب الاسم كحالب البقر في الحظائر من الاسم.

رحل الكاتب المصري سعد الدين حسن، وهو والوحيد دائماً، بعيداً عن كل صخب، والمبتعد عن كل الموائد والجوائز والأضواء.. مات الصامت والعزيز بأحزانه.

بعد عقود وأيام، جاء اليوم الذي اندثرت فيه حكاياتُ وصداقاتُ وصدقاتُ أحمد بن عبد العاطي الألوسي تماماً، إلّا يافطة صغيرة تشير إلى أنه عبر هذه الدنيا ذات يوم.

زاهر الغافري في سريرة نفسه يتباهى بروحه فقط، وببقيّة الأشياء البسيطة فقط التي تربطه بتلك السعادات، التي كانت تأتيه مرغمة كحظوظ الطيور غير الجارحة.

لا يتوقف إبراهيم عيسي عن المجاهرة بأطروحاته الفكرية نافخاً عروقه أمام الكاميرات، وكأنّه لا يتحدّث في دماء أكثر من أربعين ألف وزيادة من أهل غزّة.

أتأمل الناس وأتساءل: كيف يتعايش الحزين مع حزنه، والخائف مع خوفه، والمديون بلا أمل مع ديونه، والمحتاج مع حاجته، والمريض مع مرضه، والمجروح مع جروحه؟

كانت موضع تندّر من صديقاتها في الصغر، وألمّ بها حادث بشع كسر عمودها الفقري،، ولكنّه لم يكسر فتنتها، وبفنّها غسلت خطاياها كلّها.. إنها الفنانة فريدا كاهلو.

كان الشاعر الراحل حلمي سالم يجيد التعلّق بالقطارات والسفر، شاعر يؤمن بالفشل ولا يراه أصلاً، أفلت من الأحزان وخانته الجلطة في النهايات.

الشهرة جارحة وقت زوال وهجها، وخاصّة لو أراد صاحبها بعد زوالها أن ينال ولو شيئاً بسيطاً من تلك الأشياء التي كانت تُلقى أسفل قدميه أيّام الشهرة.