تواصل قوات النظام السوري محاولاتها التقدم، وخصوصاً في محوري منطقتي تل ملح والجبين الاستراتيجيتين، في ريف حماة الشمالي، فيما لا تزال المعارضة السورية توجه ضربات قاصمة لهذه القوات، عبر الكمائن والاستهداف المكثف بصواريخ مضادّة للدروع.
تدرّجت علاقة نظام بشار الأسد بمواقع التواصل الاجتماعي مع اندلاع الاحتجاجات في سورية سنة 2011، فبدأت بالحظر قبل "اقتحام الضرورة"، في ظلّ توجس دائم من قبله
تجدد التصعيد أخيراً في محافظة درعا، على خلفية إصدار النظام قوائم جديدة لمطلوبين من أبناء المحافظة حيث خرجت تظاهرة ضدّ إجراءات النظام، فيما شنّ مجهولون هجمات عدة استهدفت قوات الأخير.
تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاتٍ لصحافيين موالين للنظام وأغانٍ لـ"فنانين" يمجّدونه ويدعونه إلى "إحراق إدلب" و"إلغاء الرحمة"، فيما يجتهد الإعلام الرسمي في تغطيته كي يخفي مشاهد القتلى
فيما هدأت وتيرة المعارك بين الفصائل المسلحة من جهة، وقوات النظام وروسيا من جهة أخرى، في شمال غربي سورية، تواصلت عمليات القصف المكثفة التي استهدفت المدنيين، موقعة عشرات الضحايا.
يدفع الفلاحون في شمال شرق سورية ثمناً باهظاً هذه الأيام، إذ إن محصولهم من القمح والشعير يحترق أمام أعينهم، وسط تأكيد "الإدارة الذاتية" الكردية، التي تعرضت إلى انتقادات لانعدام وسائل إطفاء الحرائق، أن عملية الحرق مفتعلة ونفذتها "أيادٍ مخربة".
خلال شهر من بدء النظام السوري وحليفته روسيا حربهما على شمال غربي سورية، ومعارك الكرّ والفرّ التي رافقتها، سجلت تطورات عدة قلبت المشهد رأساً على عقب وأعادت الأزمة إلى مربعها الأوّل متجاهلةً "أستانة" و"سوتشي"، فيما المدنيون هم الخاسر الأكبر.
استعادت المعارضة السورية وفصائل معها المبادرة في ريف حماة الشمالي ونجحت، في هجوم أطلقته مساء الثلاثاء، في السيطرة على بلدة كفرنبودة مع مواصلتها الضغط، أمس، للتقدّم أكثر، فيما كانت روسيا تلوّح بنيتها الانتقام.
رغم الهدوء النسبي الذي ساد شمال غربي سورية في اليومين الماضيين، إلا أن الوقائع الميدانية والتعزيزات العسكرية تشي بأنّ احتمال استئناف المعركة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشرقي ليس بعيداً، كما لن يكون ريف اللاذقية الشمالي بعيداً عنه.
حاولت روسيا القيام بمناورة، عبر الترويج لـ"هدنة" لمدة 72 ساعة على جبهات إدلب وريف حماة، والتي يبدو أنها كانت تهدف من ورائها إلى إعطاء الوقت لقوات النظام لتحصين المواقع التي تقدمت إليها، وهو ما فطنت له المعارضة المسلحة.