الصين وفرصة الاحتياطي

26 أكتوبر 2014
انخفاض أسعار النفط يفتح شهية الصين على الاستيراد (أرشيف/getty)
+ الخط -

تتجه الصين بما تملكه من احتياطيات دولارية ضخمة تقدر بنحو 3.4 ترليونات دولار، وتوسع اقتصادي كبير، ربما يضعها بنهاية العام الجاري، كأكبر اقتصاد في العالم الى بناء احتياطيات استراتيجية من النفط تقترب من حجم الاحتياطيات الأميركية.

وتستهدف الصين إلى تأمين الطاقة لماكينة الإنتاج، في حال حدوث أي اضطراب يقطع الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالحروب والنزاعات، خصوصاً أن معظم النفط المصدّر الى الصين يمر عبر مضيق هرمز.

كما أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط من 115 دولاراً الى 85 دولاراً للبرميل يوفر فرصة ذهبية لزيادة الاحتياطي الإستراتيجي الصيني. ويلاحظ أن انخفاض النفط يتزامن مع قوة سعر صرف الدولار الأميركي الذي يشكل معظم الاحتياطيات النقدية لدى بنك "الشعب الصيني".

ومن هذا المنطلق تجد الصين نفسها في وضع مريح لملء خزانات الاحتياطي الاستراتيجي.
ومنذ عام 2007 شرعت الحكومة الصينية في تنفيذ خطة تتكون من ثلاث مراحل لبناء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، حيث أكملت المرحلة الأولى في عام 2008، إذ رفعت الاحتياطي إلى 101.9 مليون برميل. ثم أضافت إليه 170 مليون برميل في المرحلة الثالثة التي أكملتها في عام 2011.

ومنذ مدة تعمل بكين على إكمال المرحلة الأخيرة التي من المتوقع أن ترفع الاحتياطي الاستراتيجي من النفط إلى 475 مليون برميل.

ومنذ بداية العام الجاري، رفعت الصين من وارداتها النفطية، حيث زادت واردات النفط الخام بنسبة 10.2% في النصف الأول من 2014، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي أو أكثر من ضعفي معدل الزيادة في 2013 على الرغم من تراجع نمو الطلب على النفط.

كذلك يلاحظ أن شركة "بتروتشاينا"، شركة البترول الحكومية الصينية، اشترت لأول مرة النفط من كولومبيا لمصفاتها في شمال الصين وبسعر أرخص كثيراً من السعر الذي تشتري به خامات الشرق الأوسط. وحسب إحصائيات بريطانية، استفادت الصين من سعر النفط الرخيص خلال سبتمبر/ أيلول لتستورد أكبر كمية من النفط.

وتشير البيانات الى أن واردات الصين من النفط الخام أرتفعت بنسبة 7.8% خلال شهر سبتمبر/ أيلول لتصل الى 27.6 مليون طن أو حوالى 6.74 ملايين برميل يومياً. ولاحظت شركة "إتش آي" البريطانية التي تراقب السفن التجارية، أن الحاويات الضخمة التي تتجه الى الصين تتزايد بسرعة كبيرة منذ بداية أكتوبر/ تشرين الحالي وبمعدلات أكبر من الشهر الماضي.
المساهمون