أميركا المنتصرة وروسيا المنكسرة

06 يناير 2015
حرب نفطية عالمية (أرشيف/getty)
+ الخط -

اللعب بات على المكشوف وعلى عينك يا تاجر، وبعد أن كانت الحرب النفطية الكونية تدور رحاها في الغرف المغلقة وبقرارات وسياسات غير معلنة، خرجت ملامح معركة تكسير العظام الاقتصادية إلى العلن، بعضهم بات يحصي مكاسبه من تهاوي أسعار النفط، وبعضهم الآخر راح يحصي خسائره الفادحة التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وطرف ثالث خرج ليدافع عن موقفه الرافض خفض الإنتاج وليؤكد أن قراره سليم ويصب في مصلحته الاقتصادية، ورابع دخل في سباق مع الزمن لعدم رفع الراية الحمراء عبر زيادة إنتاجه وتعويض خسائره والحيلولة دون انهيار اقتصاده.

والنتيجة النهائية استمرار تهاوي أسعار النفط، لدرجة أن بعضهم بات لا يستبعد وصول سعر البرميل إلى 40 دولارا فقط مقابل 115 دولارا منتصف العام الماضي، وهذا الرقم كفيل لوحده لأن يؤدي إلى انهيار اقتصادات كبرى منتجة للنفط مثل روسيا وفنزويلا وربما إيران، كما يقصم ظهر دول الخليج التي ستتحمل الضربة الموجعة بعض الوقت بسبب امتلاكها لثروات في الخارج تقدر بنحو تريليون دولار، ولكن قدرتها على التحمل طويل الأجل باتت ضعيفة خاصة أن نحو 95% من موازنات هذه الدول تعتمد على الإيرادات النفطية.
 
ورغم أن المعركة ما زالت في ذروتها ولم تضع فصولها بعد، فقد خرجت بعض الأطراف لتعلن فوزها مبكرا في حرب النفط العالمية، فمساء أمس الأول الإثنين، خرج علينا المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، ليعلن أن الاقتصاد الأميركي استفاد من هبوط أسعار النفط، وأن الأمريكان استفادوا من تراجع أسعار المشتقات النفطية وفي مقدمتها البنزين، وأن تراجع الأسعار جاء بسبب نجاح إدارة أوباما في زيادة الإنتاج المحلي من النفط والغاز.

أما روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، فقد دخلت بثقلها معركة النفط للحيلولة دون انهيار اقتصادها، فقد رفعت إنتاجها إلى مستوى جديد لما بعد الحقبة السوفييتية ليبلغ 10.58 مليون برميل يوميا، حتى العراق قررت الدخول في المعركة وزيادة صادراتها من النفط لتسجل أعلى مستوى لها منذ 1980 رغم تهاوي الأسعار، إنها حرب لم تكتمل فصولها بعد والمفاجآت فيها واردة.

المساهمون