أمام الضجة التي أثارتها صورة الطفل إيلان كردي في الإعلام الغربي وتردّد صداها في الإعلام العربي، السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا الآن؟
عشرات ومئات الأطفال السوريين يقتلون يومياً في الحرب، وعشرات آخرون يغرقون شهرياً وهم يحاولون بلوغ الشواطئ الأوروبية، إلا أن الحرب السورية تجاوزتها الموضة منذ زمن بعيد في الإعلام الغربي الذي كان كفّ حتى عن عدّ القتلى (أعيد تشغيل العداد بعد صورة إيلان، فقفز الرقم المتداول صحافياً من "أكثر من 200 ألف قتيل" إلى "أكثر من 300 ألف قتيل").
حتى داعش، وككل نجوم سينما الواقع، كان أفل نجمه بعد ابتذال مشاهد قطع الرؤوس واستنفاذ مخزون الرهائن الغربيين.
من المرجّح أن الجواب يكمن بشكل رئيسي في خبر تدمير معبد تدمر الذي تزامن مع صورة إيلان. داعش الناقم على الكاميرا عرف كيف يعود إلى الواجهة الغربية بتدميره المعبد الذي يُعدّ أيقونة في الأدبيات الاستشراقية.
خبر كهذا ما كان يمكن تجاهله: هناك تدمر واحدة خالدة، أما 22 مليون سوري فهم فانون. إلا أن الإعلام الغربي، ولتبرير عودة الحرب السورية إلى صفحاته الأولى من بوابة تدمر، وجد نفسه ملزماً بإخراج مأساة الطفل السوري من الجارور كي لا يتهم بتفضيل الحجر على البشر.