أعلنت السلطات التركية أن حادثاً وقع في منجم للفحم في جنوب البلاد أمس الثلاثاء، نجم عنه غمر قعر المنجم بالمياه، مما أدى إلى احتجاز 18 عاملاً داخله، مشيرة إلى أن فرق الإغاثة تعمل على مدار الساعة في سباق مع الوقت لإنقاذهم.
وقال وزير الطاقة التركي تانير يلديز، الذي وصل مساء الثلاثاء إلى مكان الحادث في مدينة أرمنك (500 كلم جنوب أنقرة)، ظهر اليوم الأربعاء: "مع الأسف منسوب المياه في منجم الفحم بمنطقة "أرمَنَك"، يرتفع الآن عن المستوى الذي يتواجد فيه العمال المحاصرون داخل المنجم".
إلغاء الاحتفالات
وأعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إلغاء حفل الاستقبال الذي كان من المزمع إقامته مساء اليوم في القصر الرئاسي بأنقرة، بمناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الجمهورية التركية، بسبب حادثة المنجم.
وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين اليوم الأربعاء، إنه لا يمكن إقامة حفل الاستقبال في الوقت الذي تتألم فيه عائلات العمال المحاصرين، مضيفاً أن الأمل لا يزال قائماً بإمكانية إنقاذ العمال، مشيراً إلى أن الوزراء المعنيين بالحكومة يتابعون عملية الإنقاذ من موقع الحادث.
وأعلن أردوغان أنه سيتوجه إلى موقع المنجم، بعد ذهاب رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" إليه، وكانت مصادر مطلعة قد قالت للأناضول، إن "داود أوغلو"، سيغادر في الواحدة والنصف ظهر اليوم، العاصمة أنقرة، مستقلاً طائرة مروحية إلى ولاية "قرمان"، الواقع فيها المنجم المنكوب.
وكان وزير الطاقة التركي قد قال في تصريح للصحافيين إن "الوقت يلعب ضدنا". وأضاف أن "مستوى المياه آخذ في الارتفاع بمعدل متر كل ساعتين"، مؤكداً أن 18 عاملاً لا يزالون في عداد المفقودين في قاع المنجم.
ويأتي هذا الحادث بعد خمسة أشهر على أسوأ كارثة منجمية شهدتها تركيا في تاريخها، حين قتل 301 شخص.
جهود الإنقاذ
وكان الوزير قد أوضح أن فرق الإنقاذ بدأت بإفراغ قاع المنجم من المياه بواسطة ثلاث مضخات، وقال: "علينا أن نفرّغ هذه المياه بأسرع وقت ولكننا لا نعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك. هناك ما بين 10 و11 ألف طن من المياه (في قاع المنجم) وقدرتنا على التفريغ هي ما بين 180 و200 طن في الساعة".
واستناداً إلى التحقيقات الأولية، أعلنت السلطات أن 34 عاملاً كانوا في قاع المنجم لحظة وقوع الحادث، نجح نصفهم تقريباً في الخروج، مشيرة إلى أن عمق المنجم يزيد عن 300 متر.
وأكد يلديز وزميله وزير النقل لطفي ايلفان أن أسباب الحادث لا تزال مجهولة.
غير أن مراد كوكا، محافظ كارامان حيث تقع أرمينيك، استبعد فرضية الانفجار التي تحدثت عنها في البدء فرق الإغاثة.
وكان أحد العمال الذين نجحوا في الخروج من المنجم المنكوب، حمل مسؤولية ما حصل إلى تراخي شركة "هاس سيكيرلير" الخاصة المستثمرة للمنجم، في تطبيق إجراءات السلامة، مؤكداً، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التي لم تكشف اسمه، أنها "المرة الثالثة التي يغمر فيها المنجم بالمياه".
وأعلنت الهيئة الحكومية المسؤولة عن الحالات الطارئة "آفاد" استمرار عمليات الإنقاذ في المنجم، التي يشارك بها 379 شخصاً، بينهم أربعة غواصين محترفين وطائرتان ومروحيتان و62 مركبة، بينها 21 عربة إسعاف و15 مركبة بحث وإنقاذ.
وأفاد البيان أن مضخات المياه التي نقلت إلى موقع الحادث تقوم بشكل مستمر بنزح المياه من المنجم، مشيراً إلى أن إرسال مولدات كهرباء إضافية إلى المنجم سَرّعَ من عمليات نزح المياه.
وتمكنت فرق الإنقاذ بحلول الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، من إخراج 16 من العمال المحاصرين، في حين تتواصل الجهود لإنقاذ 18 آخرين.