120 مسلسلا برمضان: طرق خلفية للهروب من الواقع العربي!

28 يونيو 2014
من باب الحارة 6
+ الخط -
تحرّكت عجلة الإنتاج الدرامي خلال العام الماضي لتقدّم للمشاهدين وجبة دسمة من خلال "menu" يضمّ أكثر من 120 مسلسلا دراميا عربيا جديدا. 

فسورية التي تلملم جراحها غزت الموسم الرمضاني بأعمال كثيرة، لتؤكد أنّها ما زالت تتحدّى وتنافس رغم الأزمات التي عصفت بها، ورغم الخلافات بين النجوم الموالين للنظام والنجوم الداعمين للثورة، ممن هربوا إلى القاهرة وبيروت والإمارات.

عاد "باب الحارة" في جزء سادس وعاد عبّاس النوري إلى خطّ الوسط في الحارة الشعبية التي تشغل عقول المتابعين. ولعلّ حضور النوري سيثري العمل، بعد غيابه ثلاثة مواسم. ورغم التباين في النوعية بين بعض الأعمال السورية، لجهة سوء التسويق، أو مقاطعة بعض الفضائيات هذا المسلسل أو ذاك... تخرج سورية مجددا لتقول إنّها "هنا"، صامدة، تتكاتف مع الشريك الخليجي، وتستأثر أيضا بمساحة لا بأس بها على الخارطة العربية.

القاهرة أيضا تحارب هذا العام، وإن كسرت قيد المحليّة والإنتاج المصري الصرف بتوأمة أبطالها ودخولهم "العولمة" الدرامية. فأقنعت القاهرة السوري قصيّ الخولي بأن يجلس "خديويا" لـ30 يوما على عرش ربما يكون من أقوى المسلسلات الرمضانية، هو "سرايا عابدين"، بمشاركة يسرا. ورغم ذلك لم تتحسّس القاهرة من توظيف المال السعودي لرفع شأن المسلسل، وتقديمه بصورة تليق بتاريخها وجودة الدراما المصرية. 

أما لبنان فيقفز هو الآخر خطوة إلى الإمام من خلال أعمال درامية "لبنانية صرف" وبعضها الآخر مشترك. إذ تطلق شركة الصبّاح اللبنانية مسلسل "لو" في خلطة مقتبسة ومشوّقة لعابد فهد ويوسف الخال ونادين نجيم. ويوظّف المخرج المصري محمد سامي عقله لخدمة "كلام على ورق"، وهو رواية لبنانية في سياقها القصصي، تجمع بين هيفا وهبي وماجد المصري وعمّار شلق.

وفي لبنان أيضا مسلسل "اتهام"، وهو نصّ كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر، تحاول عبره ميريام فارس أن تحجز مقعدا لها في التمثيل بعد الغناء. كما يحمل طوني شمعون وايلي معلوف اللبنانيين إلى عمل مقتبس عن الرائعة العتيقة "عشرة عبيد زغار"، في نسخة لبنانية "مئة في المئة" لهواة النوع.

خليجيا، المساحة الدرامية لا تزال تكمل بناء قاعدتها، ربما من خلال الإثارة والدخول إلى "تابوهات" المجتمع الخليجي المحافظ. فها هو مسلسل كويتي بعنوان "أمس أحبك وباكر (باجر) وبعده" يعالج مسألة "زنا المحارم".

وقد طلب مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ عدم عرضه، وانطلقت حملة كويتية مطالبة بمنع عرضه. وقد انصاعت mbc دون أن تعلن ذلك، بعد دفاع مكتبها الإعلامي، باستماتة، عنه. وقد تعوّض mbc هذا المنع بمسلسلي "ثريا" لسعاد العبد الله و"ريحانة" لحياة الفهد، المؤجّل من العام الماضي بسبب رفض الرقابة عرضه لأنّه يعالج قضية "المعنفّات".

إنتاج ضخم إذ فاقت كلفته 150 مليون دولار كتقدير أوليّ. 120 مسلسلا قد تكون أحد سبلٍ قليلة ليهرب المشاهد العربي من واقع صعب يعيشه، بين الحروب والتفجيرات والثورات، إلى ابتسامة مسائية، بعد صيام يوم طويل، وجوع عتيق إلى بعض الهدوء.

المساهمون