احتفالات وطنية
أخرج حضارة من جيبه
وقايضها بكأس براندي
خلع حذاءه البالي
لتنطلق أوجاع العائلة
لوهلة ظنّ أن سينجو
من أسئلة الإله
قبل أن يترك الثورة
بكل قتلاها وضوضائها
في صندوق قمامة
لعله لم يتحمل الأعمال الشاقة
أو الخوض في الجدران الموشومة بالجرافيتي
وأمام كل الأرواح التي تراصّت أمامه
منسلّة من الميادين المذبوحة
حاول أن يخلع ملابسه
أن يغني بصوته النشاز
أن يموت بهدوء
لكنهم قيّدوه باحتفالات وطنية
كي يتدفق على الشاشات يومياً
العائش مجازاً
يخرج من بيته كل يوم
منذ اندلاع الثورة
ليبحث عن أبطال ملحميين
يريد حياة باذخة يقتنيها
مع أملاكه الثمينة
لكنه منذ قرّر الخروج للبحث
ماتت قطته
لما تركها لأسبوع كامل
دون طعام أو شراب
المصرّ على رحلته اليومية
لم يجد ضالته في أي من الميادين
وحين اكتشفت
سخافة أن يرجع بيدين خاليتين
قذف قنبلة مولتوف على مجندي الأمن
وفقد عينه اليسرى
ربما مات الآن ونحن لا نعلم
* شاعر من مصر