أهي ألف سنة
منذ افترقنا
أم هو الأمس فقط؟
حتى هذه اللحظة ما زلت
أشعر بيدك الحانية على كتفي
*
منغمرة في حمامي الدافئ
مثل سوسنة جميلة
تزهو في الربيع
جسدي ذو العشرين ربيعاً
بالغ اللطف، بالغ الجمال
*
افتح الباب
بلطفٍ على سرٍّ
خالدٍ؛ ثدياي المزهران ملمومان
مقدمان بكلتا يدي
*
وأنا أتابع مسراه
أعطيتُ عاشقي الوسيم
أفضلَ ثوب بنفسجي لدي
لأحميه من البرد
فتورّد وجهه وازداد جمالاً
*
النوتيّ الوسيم
وهو يغني عابراً النهر
يملأني بالحنين:
طربٌ لمجرد أنه يتذكر
فتاة ميناء الليلة الماضية
*
متوحدة تماماً
بجوار جرس المعبد:
انسللتُ بعيداً
لألتقيكَ هنا سرّاً
ولكن لا أثرَ الآن للضباب
*
بجوار جدول لا اسم له
صغير وجميل جداً
قضت ليلة الأمس وحيدة:
هذه الحقول الواسعة المهجورة
في فجر الصيف الموحش
*
الترانيمُ تزداد مرارةً
في مساء الربيع الطويل هذا
عميقاً داخل الضريح
آه يا تلاميذ بوذا الخمسة والعشرين
أرجوكم، تقبلوا أغنيتي المتواضعة
*
أنتَ لم تتعرف أبداً
إلى هذا الجسد الحنون ولا عرفت
دماً عاصفاً مثل هذا
ألم تتعمق وحدتكَ أيها الصديق
وأنت تبشر بالهدى دائما؟
*
إنه لا يعود،
مساء الربيع يهبط شيئاً فشيئاً
وحده هذا القلب الخالي
وجدائل شعري الفوضوي
المتهدلة فوق سيتاري
*
تواصل قطرات المطر
تساقطها على أوراق اللوتس البيضاء
حبيبي يرسم
وأنا أفتح المظلة الخفيفة
في زورقه الصغير
*
هل يرى الراهبُ الشاحبُ
بعد الغروب مباشرة، الفتاة
الحالمة تحت
شجرة الورد المزهرة
في مساء الربيع الفاتن هذا؟
*
نغمة ناي واحدة
وتهتزّ يدُ الراهب
فوق الكتاب
إنه يقطب جبينه المعتم
هو لم ينضج بعد
*
يده على رقبتي
يهمس برقة، همسات الحب
فجر، أزهار ويستيريا
لا أستطيع إبقاءه بأي وسيلة
حبيب ليلتي الوحيدة
*
تلك الشفاه الشابة
تمتحنني وتغويني
بالكاد تلمس
قطرات الندى المتجمّدة
على زهرة لوتس بيضاء
*
حيث نسائم الربيع الناعمة
تنثر أزهارَ الكرز الصفراء
على أجنحة حمائم الصباح
في جوار الباجودا
سأكتب قصائدي
*
ومع ذلك يمكنني
أن أحقق رغبتها في الأحلام على الأقل:
أميلُ على حبيبي
وهو يغالب النعاس بجواري
وأهمس بكلمات أغنيتها
*
ذات خريف مضى
جاء ثلاثة منا لإطعام الأسماك
فستقاً في هذه البركة
والآن تجد نسائم الصباح الباردة
اثنين منا فقط يمسك أحدهما بيد الآخر
*
لم يكن سوى
خيط غيمة نحيل
شفاف تقريباً
ما يقودني على امتداد الطريق
مثل أغنية قديمة.. مقدسة
*
هل كانت مرّة
أم حلوة تلك الدموع
التي سفحها راهب شاب
على الطريق هنا
حين شاهدني للمرة الأولى؟
*
بعد شهرين طويلين
من الإقامة، في خان كيوتو هذا
لم أفعل شيئا سوى
كتابة القصائد، آه يا سقساق
نهر كامو.. لم أعد عاشقة بعد اليوم
*
على خدّها وخدّي
مع أن أفكارنا مختلفة
مثل غريبتين
تهب رياح الصنوبر
كما لو كنا صديقتين!
*
رجلٌ مثل غصن
شجرة خوخ برية مزهرة
يكفي:
إنه عابر، و
عابر فراقنا
*
ليلٌ قلقٌ طويل
وشعري المتشابك الآن
يمسّ برقّة أوتار سيتاري
ثلاثة أشهر ربيعية
ولم أعزف نغمة واحدة!
* ترجمة عن الإنجليزية: محمد الأسعد