حسن أنصاري.. 37 مقالاً في الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام

17 سبتمبر 2024
يدرس الكتاب التحولات التي مرَّ بهما علميْ الفلسفة والكلام
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إصدار النسخة العربية**: صدرت النسخة العربية من كتاب "بين الكلام والفلسفة" لحسن أنصاري، بترجمة مصطفى البكور، ضمن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".

- **محتوى الكتاب**: يتناول الكتاب العلاقة بين علمَي الكلام والفلسفة الإسلامية، ويضم 37 مقالة تتناول تاريخ وتطورات هذين العلمين وأهم مفكريهما مثل ابن سينا والفارابي، بالإضافة إلى مفكرين مغمورين.

- **المدارس والمصادر**: يناقش الكتاب المدارس الإسلامية مثل الأشاعرة والمعتزلة، ويستعين بكتب أجنبية لدعم بحوثه، مقسماً المقالات إلى تعريف ببليوغرافي وتحليل شامل.

ضمن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت النسخة العربية من كتاب "بين الكلام والفلسفة" (ميان كلام وفلسفه)، لحسن أنصاري بترجمة عن الفارسية لمصطفى البكور، ويحتوي مقالات تتناول عِلمَي الكلام والفلسفة الإسلاميَّين والعلاقة بينهما وتاريخهما في أقطار إسلامية عدة وأهم علمائهما والكتب التي أُلِّفت فيهما. 

يضم الكتاب سبعًا وثلاثين مقالة للكاتب الإيراني المستعرِب حسن أنصاري، طالب الحوزة العلمية في قم وطهران، والمتخصص في مجال علم الكلام والفلسفة الإسلامية في معهد الدراسات الإسلامية بـ"جامعة برلين المفتوحة"، التي عمل فيها محاضرًا في أصول الفقه وتأريخ علم الكلام، ثم حصل على الدكتوراه من "جامعة السوربون" عام 2009، لينتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية ويصبح عضوًا في معهد الدراسات المتقدمة في "جامعة برينستون" منذ عام 2013 وحتى اليوم.

إن العامل المشترك بين مقالات الكتاب -التي تنشر لأول مرة مطبوعة فمعظمه نُشر سابقًا مفرَّقًا على الموقع الإلكتروني الإيراني "كاتبان"- هو أنها دراسات تاريخية عن علم الكلام عند المسلمين وعلاقته بالفلسفة الإسلامية، والتحولات التي مرَّ بها هذان العِلمان المهمّان، وأهم مفكّريهما في تاريخ الإسلام، الأعلام المشاهير منهم مثل ابن سينا والطوسي والمفيد وعمر الخيام والفارابي والبلخي والكاتبي، والمغمورين أو قليلي الذكر الذين أعاد الكاتب تسليط الضوء على أفكارهم وكتاباتهم، كحسام الدين السالار وشرف الدين المسعودي وأبي البركات البغدادي وابن الملاحمي والجُشمي وأبي القاسم البلخي وأبي المعالي العلوي وأبي الحسين البصري والقاضي جعفر بن عبد السلام، وكثيرين غيرهم. وتتعرض المقالات بالكلام للأقطار التي ازدهر فيها هذان العِلْمان، كالرّيّ واليمن وبغداد وخراسان وبلخ وإيران، وظروف هذه الأقطار وتأثيرها في ما أنتجه علماؤها من مؤلفات تناولتها المقالات بالتحليل المعمَّق، وهي راوحت بين الكتب والرسائل والدراسات و"المباحثات" و"المناظرات" والمخطوطات، القديمة منها والوسيطة.

يتناول الكتاب أفكار ابن سينا والطوسي والمفيد وعمر الخيام والفارابي والبلخي والكاتبي

ومن الكتب التي تناولها المؤلّف بالبحث: "صوان الحكمة"، و"عيون المسائل وشرحه"، و"التذكرة"، و"المعتمَد في أصول الدين"، و"البستان في تفسير القرآن"، و"تفسير الكشاف". ومن الرسائل تضمّن الكتاب: رسالة الطوسي في انتقاد أبي البركات البغدادي، والرسائل المنسوبة إلى الفارابي لدى ابن سينا، ورسائل فلسفية لحكيم خراساني مجهول في القرن السادس، ورسالة للطوسي في مجموعة روان كوشكو بإسطنبول، ورسالة مجهولة في مباحثات ابن سينا في القرن الخامس، ورسالة بالفارسية عن العقيدة (الكلام) الماتريدية لابن مازة، ورسالة بالفارسية عن العقيدة (الكلام) الماتريدية لأبي المعالي العلوي، ورسالة في نهاية كتاب زيادات شرح الأصول عن موضوع الإمامة، ورسالة في الرد على كلام الملاحمي عن الإمامة.

ومن الدراسات الواردة في الكتاب: دراسات عن شرف الدين المسعودي، ودراسة وداد القاضي حول صوان الحكمة، ودراسات مادلونغ عن العصور الأولى للزيدية، ودراسات فان إس عن الناشئ الأكبر، ودراسات عن شرف الدين المسعودي، والدراسات الغربية عن ترجمات الفلسفة اليونانية إلى السريانية والعربية.

أما المخطوطات الوارد ذكرها في الكتاب فهي: المخطوطات الزيدية الجديدة في الرد على الفلاسفة، ومخطوطات الحنفية المعتزلة في مكتبات آسيا وتركيا، ومخطوطات المعتزلة في اليمن، ومخطوطات مؤلفات ابن سينا في مجمع الحكمة، والمخطوطات الفلسفية في إيران وتركيا، والمخطوطات الزيدية في إيران، ومخطوطات تصفّح الأدلة لأبي الحسين البصري عند القرّائية اليهودية، ومخطوطات المعتزلة في الريّ وخراسان، والمخطوطات المعتزلية البهشمية، ومخطوطات مكتبة العتبة الرضوية بمشهد.

وتتعرض المقالات لأهم المدارس الإسلامية في هذين العلمين لدى الفرق الكلامية الإسلامية المشهورة: الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والإمامية والزيدية والإسماعيلية والنصيرية والنظّامية والكرّامية والحنفية والشافعية، كمدرسة متكلِّمي الرّي، ومدرسة معتزلة الريّ، ومدرسة بغداد، ومدرسة البصرة، ومدرسة الحنفية أهل العدل، والمدرسة التفكيكية.

استعان المؤلف، ليدعم بحوث مقالاته، بكتب أجنبية، من قبيل كتاب الأميركي ديمتري غوتاس "الفكر اليوناني والثقافة العربية"، ورسالتي الأميركي جويل كريمر، الأولى: "الإنسانية في عهد النهضة الإسلامية – إحياء الثقافة في عهد البويهيين"، والثانية: "الفلسفة في عهد النهضة الإسلامية"، وكتاب آخر لكريمر أيضًا عن أبي سليمان السجستاني، وكتاب للبروفيسور الألماني - الأميركي ويلفرد مادلونغ عن تاريخ العصور الأولى للزيدية، ومقالة له عن ابن ماتويه موجودة في دائرة المعارف الإسلامية في ليدن، ورسائله المتعدّدة عن أبي الحسين البصري. واستعان أيضًا بدراسات لريتشارد مارتن ودانييل جيماريه، وببحوث معمّقة لهاري ولفسون في فلسفة علم الكلام.

وقسّم الكاتب مقالاته مجموعتَين، تقوم الأولى على التعريف الببليوغرافي بالكتب التي تتضمّن موضوع البحث، بينما الأُخرى ذات إطار تحليلي شامل. ومن هنا، جاء التركيز في البحث على التطوّرات الأدبية في الأنواع المختلفة من الفلسفة وعلم الكلام، متوّجًا إياها بقسم للمؤلفات عن الإمامة بين المعتزلة والزيدية، فشَرَّع نافذةً على العلاقات بين التشيّع والاعتزال، الموضوع الذي جرى بحثه في مقالات هذا الكتاب بأسلوب تاريخي وتحليلي. وتطرّقت مقالاتٌ عدة من الكتاب إلى مؤلفات المعتزلة، وإلى أهم قضايا فلسفتهم وفحوى علم الكلام لدى فرقهم المختلفة، ومتكلمي مدارسهم الكلامية المختلفة. وخُصص قسمٌ في المقالات للاتجاهات الفلسفية الأخرى، لا سيما مدرسة ابن سينا وتلامذته الخراسانيين، ومؤلفاتهم وأفكارهم، وذكر بعضًا من مؤلفات أهل السنّة والجماعة، وإن كان محدودًا، لا سيما علم الكلام الأشعري وعلاقته بالفلسفة، ودور الفخر الرازي تحديدًا في هذا المجال كما ورد في مقالة نصير الدين الطوسي. وتطرق أيضًا إلى المدرسة الكلامية الماتريدية، فقد حدا الأمل بالكاتب لأن تتاح له فرصة تأليف عدد من المقالات المتعلقة بتاريخ علم الكلام عند السنّة، وبالمدرسة الفلسفية لابن سينا في خراسان.
 

المساهمون