كلام وزير الخارجية التركي، جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، في العاصمة العراقية بغداد، والتي وصلها جاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية.
وشدد وزير خارجية تركيا على أنّ "مصلحة الأكراد ستبقى دائماً مع وحدة العراق"، مؤكداً حرص أنقرة على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ورحّب الوزير التركي بانطلاق معركة تلعفر التي تخوضها القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، آملاً أن تتمكّن القوات العراقية من تطهير كافة المدن التي يتواجد فيها "داعش".
وأشار في الوقت عينه، إلى أنّه شدد خلال اجتماعه مع الجعفري على "ضرورة الحفاظ على الهوية التركمانية لبلدة تلعفر"، مؤكداً أنّ "زيارته لبغداد تأتي في إطار تقديم الدعم للوحدة الوطنية للبلاد، والتأكيد على سلامة أراضي العراق".
وبارك جاووش أوغلو "الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في معاركها ضد داعش في تلعفر"، مؤكداً "سنساند العراق اقتصادياً في إعادة إعمار المناطق المستعادة من داعش".
وبشأن معسكر القوات التركية في بعشيقة (شمال العراق)، أكد جاووش أوغلو أنّ "المعسكر أُنشئ لأجل تقديم المساعدة والدعم للعراقيين، وهو لم يخرق وحدة العراق ولم يهدد سيادة البلد"، مذكّراً بأنّه "تم قتل 700 عنصر من داعش في المعارك التي تمت في الموصل باستخدام قوات المعسكر".
كما كشف أنّه "سيتم اتخاذ قرار بشأن المعسكر بالتنسيق والتفاهم مع الحكومة العراقية"، مؤكداً "وجود ممثلين خاصين بشأن المعسكر يتباحثون مع الحكومة العراقية في المواضيع الفنية".
وأكد أنّه "سينقل إلى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة بن علي يلدريم لزيارة أنقرة"، معرباً عن رغبة الحكومة التركية بأن "يتم عقد مجلس التنسيق التركي العراقي، وتنظيم منتدى لرجال أعمال البلدين على هامش المجلس".
من جهته، أكد الجعفري، خلال المؤتمر، أنّ المباحثات التي أجراها مع أوغلو "شملت عدّة ملفات، وعلى رأسها ملف انسحاب القوات التركية من العراق"، مشيراً إلى أنّ "تلك القوات مضى على تواجدها في العراق نحو عامين".
وشدد الجعفري على "أهمية تحريك ملف الإعمار والبناء وخاصة في المناطق المنتزعة من داعش، والتي تحتاج الى وقت وجهد وأموال كثيرة"، مطالباً تركيا والدول الأخرى بـ"الوقوف إلى جانب العراق اقتصادياً، وتنشيط التجارة بين البلدين".
وردّ الجعفري على سؤال حول حزب "العمال الكردستاني" التركي المعارض شمالي العراق، فقال إنّ "العراق لم يجلب حزب العمال الكردستاني إلى أراضيه لكن عناصره استغلوا ظروف الخلل الأمني".
وشدد الجعفري على "أنّنا لن نسمح بأن يكون العراق ساحة صراع للمحاور الإقليمية"، مؤكداً في الوقت عينه، إمكانية التنسيق مع أي دولة بما لا يخل بمصداقية القوات العراقية.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية العراقية لـ"العربي الجديد"، أنّ جاووش أوغلو سيلتقي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري.
وفضلاً عن استفتاء انفصال كردستان، سيبحث الوزير التركي مع المسؤولين العراقيين مسألة وجود حزب العمال الكردستاني التركي المعارض شمالي العراق، فضلاً عن مصير تركمان العراق أثناء وبعد معركة تلعفر، ومستقبل القوات التركية المتواجدة في بعشيقة بمحافظة نينوى، بحسب المصدر.
وتأتي زيارة وزير الخارجية التركي إلى العراق، بعد يوم واحد من زيارة مماثلة لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس.
واعتبر نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن توران، في حديث لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنّ الزيارتين الأميركية والتركية إلى العراق هدفهما التأكيد على رفض استفتاء كردستان، وضرورة إعادة الاستقرار إلى المدن المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشار توران إلى "سعي دولي وإقليمي لثني إقليم كردستان عن خطوته ودفعه للتخلي عن الاستفتاء"، خاتماً بالقول إنّ "الجميع مقتنع بأنّ المسألة خطيرة وستربك المشهد السياسي والأمني أيضاً في العراق".