وأنت تطرّزين صلاتكِ في "يوم الموتى"

13 أكتوبر 2017
(سيرخيو إدواردو كروث)
+ الخط -

الجرح

عندما خرجتُ من البيت،
لألقي كيس القمامة في الحاوية،
لم أنتبه
أنّ فيه كأساً كنت كسرته في ليلة ضائعة،
اخترقت شظيةٌ يدي اليسرى
ونزف الدم بهدوء
بين قبضتي والكيس.
حين ألقيت الكيس أخيراً
اندفع الدم
تاركاً بقعاً على بياض الدرج،
وكمّ القميص أيضاً - دون أن أنتبه.
بقع قرمزية على الأرض،
تلتئم
ببطء
داخلي، كأنّها حُروق على وشك أن تُلهِب
حنجرة رجلٍ
ينهض بعد أن احترقت البناية
كلُّه رعبٌ
وينتظر فقط
أن يتوقّف وعيه.
بقع قرمزية تنهض داخلي كما تنهض في يديك
وأنت تطرّزين صلاتكِ
في "يوم الموتى" لمن يسمعها،
لمن ربما بإمكانه أن ينقذكِ
من الجرح والندبة،
والقلب المتعطش
ومن نافذتك الفارغة،
بالألم الذي يغطّي في يدي
الحدّة الرنّانة
بتنميلٍ متوهّج من الذراع إلى النخاع،
مركز كل ما ينبثق
ولا يمكن بلوغه
فاصلاً بخط واحد طرق حياتي وموتي:
إلغاء، أبدية، تقاطع، ندبة، حقيقة حلوة ولزجة مهداة باليد اليسرى،
شفة حلوة، شبق حلو، حجر حلو، حلو لا شيء، ضوء حلو، صوت حلو، سلام قرمزي.


■ ■ ■


طفولة

علّمني أبي التصويب بالمسدّس
حين كنت طفلا،
مستعملا الأشجار وطيور الحمام
كأهداف.

كان رجلاً طويلاً وقوياً،
شعره الرمادي المجعّد
كان اللعبة المفضّلة
لطفولتي.

بعد موته
بسرطان الحنجرة
ورثت عمله
وبقراته.

الآن أمسك بالزناد
وأصوّبه نحوك:
وفي وسط الفراغ
ترتجف يداي.

* Sergio Eduardo Cruz شاعر مكسيكي من مواليد عام 1994.

* ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي

المساهمون