هيئة العلاقات في مخيم الركبان...روسيا مسؤولة عن حصار النازحين

03 مارس 2019
مراكز تفتيش روسية في الركبان (كونستانتين ماتشولسكي/Getty)
+ الخط -


أصدرت هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان أمس السبت، بياناً موجهاً لمنظمات حقوق الإنسان والدول الصديقة للشعب السوري، حذرت فيه من تطورات الأوضاع الإنسانية في المخيم، مع استمرار حصاره من قبل النظام السوري، والتدخل الروسي بقطع المواد الغذائية عن النازحين فيه.

وذكرت الهيئة في بيانها "أن القوات الروسية المحتلة هي من تمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات إلى مخيم الركبان، للضغط على الأهالي وإجبارهم على العودة قسرا إلى مناطق سيطرة النظام، وهذه تعتبر جريمة إبادة جماعية حسب القانون الدولي تفوق بخطورتها استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأوردت الهيئة في بيانها أن القانون الدولي حظر ترهيب السكان المدنيين في المادة رقم 51 (2) من البروتوكول الإضافي الأول، والمادة 13(2) من البروتوكول الإضافي الثاني، وحظر العقاب الجماعي وفق المادة 75 من البروتوكول الأول، وحظر تجويع المدنيين في المادة 54 (1) وتقييد استخدام أسلوب الحصار العسكري في المادة (51 (5) من البروتوكول الإضافي الأول. كما تركز القاعدة 14 من القانون العرفي على حظر تجويع المدنيين بشكل مقصود أو عرضي.

وحملت هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان القوات الروسية مسؤولية حصار المخيم، وما يترتب عليه من وفيات وسوء الحالة العامة وتفاقم الأمراض لدى الأطفال والنساء وكبار السن وباقي أهالي المخيم.

ويأتي بيان الهيئة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون ضمن المخيم، وفقدان المواد الغذائية الأساسية وعدم توفر المحروقات.

وقال الناشط في تنسيقية مدينة تدمر، أيمن الحمصي لـ"العربي الجديد": "ما يجري في مخيم الركبان عار على المجتمع الدولي، فأكثر من 55 ألفا من النازحين محاصرون في ظروف أدنى ما توصف بالسيئة واللاإنسانية، وتقديم الأمم المتحدة مساعدات إنسانية للنازحين ضمن المخيم هو حقن مخدرة لهم، تؤجج نظام الأسد وروسيا للقيام بعمليات انتقامية من النازحين هناك".

واعتبر الحمصي أن "هذا الموضوع كان واضحا بعد وصول قافلة المساعدات الإنسانية الأخيرة للمخيم، إذ قطعت القوات الروسية التي رافقت القافلة للمخيم الطريق التي كان يتم تهريب المواد الغذائية والمحروقات من خلاله، ولم تنجح وساطة الأمم المتحدة في ثني الروس عن هذا العمل".

وتابع الحمصي "هناك حلول كثيرة يمكن أن توفرها الأمم المتحدة للنازحين هناك، خاصة أن الغالبية العظمى لا تثق بادعاءات روسية عن الممرات الآمنة لنازحي المخيم، فأقله يمكنهم الضغط في سبيل فتح معبر إنساني للمواد الغذائية والمحروقات فقط، أو تقديم مساعدات إنسانية دورية وأدوية للنازحين، وبإمكانها العمل على نقطة طبية فيه قد يشرف على حمايتها الجنود الأميركيون المتمركزون في قاعدة التنف، أما البقاء هكذا بحالة جمود سيزيد الوضع سوءاً".

وتساءل هاشم عبود، أحد قاطني مخيم الركبان، قائلاً: كل هذه الدول والأمم المتحدة ومنظمات أخرى بالكاد أعرف اسمها عجزت عن مساعدتنا، هل هذا يعقل؟

وقال :"نقيم في الصحراء وتلاصقنا حدود الأردن وقوات أميركية لا تبعد عنا سوى كيلومترات قليلة ويكتفون بالكلام، فلينزلوا لنا المساعدات بالطائرات إن كانوا جادين، أو يوصلونها برافعة عبر حدود الأردن". وتابع "لماذا يذهبون للنظام ويستشيرونه ويبكون علينا هنا، النظام هو المسؤول عما نحن فيه وهم بذهابهم إليه يعني أنهم شركاء له إذاً".

وسبق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن حذرت من ازدياد حالات وفيات الأطفال في مخيم الركبان، مشيرة إلى أن معدلها يُنذر بالخطر، حيث تسجل حالة وفاة طفل في المخيم كل خمسة أيام منذ مطلع عام 2019.

وأنشئ مخيم الركبان في المنطقة الحدوديّة من الجهة السوريّة، وهو مخيّم عشوائيّ للاجئين السوريّين، يمتد بطول 7 كلم في المنطقة المنزوعة السلاح بين سورية والأردن بعمق 3 كلم، ومعظم اللاجئين فيه فرّوا من ريف حمص الشرقيّ والبادية السوريّة التي سيطر عليها تنظيم "داعش" عام 2015.
المساهمون