الكنيسة الأسقفية في القدس تحتجّ على إغلاق إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة

08 يوليو 2024
المستشفى المعمداني في مدينة غزة بعد إخلائه، 8 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الكنيسة الأسقفية في القدس تحتج على إغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني في غزة، مما أجبر على إجلاء الجرحى والمرضى.
- المستشفى المعمداني، الذي تديره الكنيسة الأسقفية الأنغليكانية، استُهدف سابقاً في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ويُعَدّ من أقدم مستشفيات المدينة.
- الكنيسة تعبر عن استيائها من إغلاق المستشفى في وقت يشهد طلباً كبيراً على خدماته، وتدعو إلى استئناف خدماته الطبية ووضع حد لاستهداف المدنيين.

أعربت الكنيسة الأسقفية في القدس، مساء اليوم الاثنين، عن احتجاجها "الشديد" على إغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في مدينة غزة المنكوبة شمالي القطاع الفلسطيني المحاصر والمستهدف. جاء ذلك في بيان أصدرته الكنيسة، بعد إجبار جيش الاحتلال المستشفى المعمداني على إجلاء الجرحى والمرضى، في ظلّ العملية البرية التي يشنّها على المدينة منذ فجر اليوم الاثنين.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يُستهدَف فيها المستشفى المعمداني بمدينة غزة، في خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر. وكان قد استقطب أنظار العالم، مساء 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي في اليوم العاشر من الحرب، عندما ارتكب الاحتلال فيه مجزرة فظيعة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ووثّقتها وسائل الإعلام العالمية. فقد نفّذ الاحتلال تهديداته، حينها، مستهدفاً المستشفى، ومن فيه من جرحى ومرضى ونازحين وأطقم طبية وصحية وإدارية، وذلك بعد إصداره أوامر بإخلائه.

الصورة
كنيسة المستشفى المعمداني في مدينة غزة بعد الإخلاء - 8 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
كنيسة المستشفى المعمداني في مدينة غزة بعد الإخلاء، 8 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)

ويأتي استهداف المستشفى المعمداني الأوّل كما الاستهداف الأخير اليوم، وما بينهما، في سياق ضرب المنظومة الصحية في قطاع غزة في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تمضي إسرائيل فيها. يُذكر أنّ المستشفى الذي يقع في حيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة والذي تديره الكنيسة الأسقفية الأنغليكانية في القدس يُعَدّ من أقدم مستشفيات المدينة، وقد أُسّس في عام 1882.

في بيانها الصادر اليوم، أوضحت الكنيسة الأسقفية أنّ إغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني أتى "في خضمّ النشاط العسكري المتصاعد في منطقة مدينة غزة". أضافت أنّ مديرة المستشفى سهيلة ترزي أفادت بأنّ طائرات من دون طيار قصفت بكثافة المنطقة المجاورة مباشرة، مساء أمس الأحد. وتابعت الكنيسة في بيانها أنه عقب ذلك، صنّف جيش الاحتلال المنطقة "حمراء"، وأمر بإخلاء كلّ المباني على الفور وإجلاء جميع من في المستشفى، الأمر الذي "حتماً... يعرّض الجرحى والمرضى لخطر كبير".

الصورة
مرضى أُجبروا على مغادرة المستشفى المعمداني في مدينة غزة بعد إخلائه - 8 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
من المرضى الذين جرى إجلاؤهم من المستشفى المعمداني في مدينة غزة، 8 يوليو 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)

وأكملت الكنيسة الأسقفية في القدس أنّ "ممّا يُثير استياءنا الشديد أنّ مستشفانا الآن خارج الخدمة، في وقت يشهد طلباً كبيراً على خدماته"، علماً أنّ "خيارات قليلة" تتوفّر للجرحى والمرضى من أجل "تلقّي الرعاية الطبية العاجلة". كذلك أعربت عن "حزنها العميق"، بعد إطلاق النار، في وقت سابق من اليوم الاثنين، على إحدى سيارات الإسعاف التابعة لها وهي في طريقها إلى المستشفى، مشيرةً إلى أنّ "ليست لدينا حالياً أيّ معلومات عن حالة سائقنا وأيّ من المرضى الذين كان يقلّهم".

في الإطار نفسه، نقل بيان الكنيسة عن رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في القدس حسام نعوم قوله: "نحتجّ بأشدّ العبارات على إغلاق مستشفانا". وشدّد على "في زمن الحرب والمعاناة الكبيرة، من الضروري الحفاظ على خدمات الرعاية الصحية الطارئة المقدّمة للجرحى و(الأشخاص) الذين يحتضرون". ودعا نعوم إلى السماح للمستشفى باستئناف تقديم خدماته الطبية للمرضى والجرحى، داعياً في الوقت نفسه إلى "وضع حدّ لاستهداف المدنيين وجميع الأشخاص المستضعفين".

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أفاد مسعفون فلسطينيون وكالة الأناضول بأنّ كلّ مستشفيات مدينة غزة خارج الخدمة، بعد إخلاء المستشفى المعمداني أخيراً، وأنّ طواقم الإسعاف تنقل جرحى الغارات الإسرائيلية إلى مستشفيات في محافظة شمال القطاع المجاورة. يُذكر أنّ مدينة غزة تقع في محافظة غزة، فيما يضمّ شمال القطاع محافظة غزة ومحافظة شمال غزة.

يُذكر أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، فجر اليوم الاثنين، عن بدء عملية برية في مدينة غزة، طاولت مقرّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المدينة، فيما أمر أهلها والنازحين فيها، ولا سيّما في مناطق الصبرة والرمال وتلّ الهوا والدرج، بمغادرتها فوراً في اتّجاه مدينة دير البلح وسط القطاع. وقد أتت أوامر اليوم تكراراً لتلك التي وجّهها الاحتلال إلى سكان المدينة، في الأيام الأولى لحربه المدمّرة التي يشنّها منذ السابع من أكتوبر 2023، مجبراً إيّاهم على التوجّه إلى جنوبي القطاع ووسطه وقد زعم أنّ هاتَين المنطقتَين "آمنتَان".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون