هوية السوريين: من الأحمر إلى الأخضر فالأسود

16 مارس 2015
العلم جزء لا يتجزأ من هوية السوريين (Getty)
+ الخط -
اختلف وجه الثورة السورية خلال السنوات الأربع الأخيرة. ففي تموز 2011 تصدّر العَلم السوري عناوين الأخبار فكان أطول علم يُرفع في جمعة "ارحل يا قاتل وإلا ستندم". لأعلام سورية قصص عديدة، العلم الحالي للجمهورية العربية السورية هو علم الجمهورية العربية المتحدة الذي اتُخذ بعد تعديل المادة السادسة من دستور عام 1973. يتألف من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان لونهما أخضر.

أمّا علم الثورة، فحمله المتظاهرون رغبةً منهم بالاستقلال عن النظام حتى بالرموز الوطنية ما دفعهم لحمل العلم السوري القديم، يومها أطلقوا حملة "أربعاء علم الاستقلال". العلم نفسه كان قد رُفع في سماء سورية عام 1946 بعد جلاء الفرنسيين. جاء تصميم العلم السوري غنياً بالألوان، وهي شبيهةٌ بألوان علم الثورة العربية الكبرى، فالأخضر للإسلام، والأبيض للأمويين، والأسود للعباسيين، والنجوم الحمراء للعلياء والبطولة ودماء الشهداء.

وعن علم الثورة، يقول الناشط غسان ياسين: "بالبداية كان العَلم يجمعنا، لكن مع ازدياد عنف النظام ازداد الشرخ بين المؤيدين والثوار، خاصةً بعد تشكيل المجلس الوطني، باتوا بحاجة لرمز جديد وكان العلم ذو الثلاث نجوم. علم الثورة بقيَ نفسه، أمّا الأعلام الثانية الملونة بالأبيض والأسود فهي لا تنتمي للثورة بل لتنظيمات تابعة للقاعدة أو أشباهها".

وتقول الناشطة السورية مرسيل شحوارو: "شهدنا نوعين ملحوظين من التغيّرات، الأول هو تغيّر الأشخاص أنفسهم. كنت مثلاً من عشاق علم سورية، أمّا اليوم فبات علم الثورة العلم الأساس بالنسبة لي". وتُتابع: "لاحظنا تغيّرات أعمق خلال السنة الفائتة، مثلاً، شاركتُ شخصياً بتشييع بعض الشهداء حيث كان التابوت مغطى بعلم الثورة، المشاركون أنفسهم في التشييع يصفون العلم نفسه اليوم بـ"علم الكفّار". هو علمٌ يُمثّل مدنيّة الثورة، وبات النقاش حوله طويلٌ وجدليّ بالنسبة لمن شارك بالثورة من يومها الأول وحمل علمها".


أما عن العلم الأسود، فمن انضم للثورة تحت لواء أو انتماء معيّن يتمسّك بذلك الانتماء أكثر من كلّ الأعلام. وتُضيف مرسيل: "علم أحرار الشام بالنسبة لهم هو الراية الأساسية مثلاً، ما حصل في سورية يمكن أن يُلخّص بجملة واحدة: انتقلنا من حالة المركزية المطلقة، من علم واحد وحزب واحد وشعار واحد إلى علم لكل خمسة مواطنين، ومنظمة مجتمع مدني لكل خمسة مواطنين وسبعين ألف لوغو، بالتالي ما نشهده اليوم من تنوّع وتغيير بأعلام الثورة طبيعي".

تتمنى مرسيل أن يتم اختيار علم جديد تماماً مع انتهاء الحرب القاسية، علم دون أيّ قطع مع ذاكرة أحد. وتختم قائلةً: "الموضوع معقّد وصعب اليوم، ولكنني أرتدي علم الثورة حتى الساعة، لأُعبّر عن مدنيّتي وعن الثورة رغم أنه "علم الكفّار" كما يراه البعض، وعلم "المندسين" كم يصفه آخرون، ولكنه رغم كل تلك التوصيفات جزءٌ لا يتجزأ من هويتنا".
المساهمون