ربما يكون من الصعب معرفة ما إذا كان شخص ما يميل إلى الانتحار. في بعض الأحيان، تظهر دلائل وإشارات معينة، فيعتمد الأصدقاء والأقارب على حدسهم للتدخل والمساعدة، لكن في أوقات كثيرة يكون خبر الانتحار مفاجئاً. اليوم، باختبار دم بسيط، يمكن للأطباء تحديد من يفكر جدياً في الانتحار. ويشكل هذا الاختبار نقطة تحول جذرية في مجال الصحة النفسية.
سنوياً، يتخذ نحو مليون شخص حول العالم قراراً بإنهاء حياتهم. ورغم كل الحملات، لم تنفع جهود الوقاية في الحد من معدلات الانتحار في معظم الدول، غالباً لأنه من الصعب جداً معرفة من يخطط للقيام بذلك، إذ أثبتت الدراسات أن أولئك الذين يفكرون جدياً في الانتحار هم الأكثر ميلاً لإخفاء هذا الأمر وعدم طلب المساعدة.
في الآونة الأخيرة، تمكن الباحث ألكسندر نيكوليسكو وفريق عمله من جامعة إنديانا في إنديانابوليس الأميركية من تطوير اختبار دم، يستطيع تحديد التغييرات التي تطرأ على جينات من يفكر في الانتحار. وتبين أن الاختبار ينفع جدياً لا سيما لدى الأشخاص الذين تم تشخصيهم بأمراض نفسية، أو المدمنين على المخدرات، أو من يملكون تاريخاً عائلياً لمحاولات الانتحار. ومن شأن تحديد النوايا الانتحارية مبكراً، مساعدة الأطباء على التحرك فوراً واتخاذ تدابير وقائية، مثل وضع الشخص تحت المراقبة، اعطائه أدوية معينة، تمديد مدة إقامته في المستشفى، وبطبيعة الحال، مصادرة الأدوات التي قد تكون خطرة على حياته.
لتطوير الاختبار، استغرق فريق نيكوليسكو سنوات عدة للعمل على عينات دم مأخوذة من 217 رجلاً خضعوا لعلاجات نفسية مختلفة. وقد قارنوا بين التغيرات الجينية لدى 37 منهم ممن طوروا مشاعر انتحارية، وبين عينات التشريح للجينات المأخوذة من 26 رجل ممن انتحروا فعلياً. وفي المحصلة، تمكنوا من تحديد 11 تغييراً في الجينات، مما يشكل علامات بيولوجية أكيدة لاكتشاف الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار.
اقترنت فحوصات الدم هذه مع تطبيق يضم مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى الكشف عن وجود نوايا انتحارية، وقد حققت التوقعات نجاحاً بنسبة 92 في المئة.
كما أثبت اختبار نيكوليسكو نجاحه في المصحات النفسية. واتضح أن الاختبار مفيد للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، بحيث نجحت توقعات الاختبار بنسبة 98 في المئة في تحديد من هم عرضة لتطوير أفكار انتحارية. واليوم، يستخدم هذا الفحص كأداة تشخيص يعول عليها بحيث يتم تحديد مدة بقاء المرضى النفسيين في المستشفى ومراقبتهم وأدويتهم بناء عليه.
اقرأ أيضاً: أميركية شجّعت حبيبها على الانتحار: جريمة أم حرية تعبير؟
من بين الجينات الـ11 التي تطرأ عليها تغييرات تظهر إمكانية وجود نوايا انتحارية، جين يسمى SKA2، وهو يؤثر بشكل غير مباشر على محور عمل غدة ما تحت المهاد الموجودة في الجزء السفلي الأوسط للدماغ، والغدة النخامية، والغدة الكظرية، وهي شبكة من أنظمة الدماغ المسؤولة عن الأفكار المتسرعة والسلبية. عندما ينخفض نشاط هذا الجين، ينشط عمل محور الغدد الثلاث بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور الأفكار الجامحة. ولطالما ارتبط فرط نشاط هذه المنطقة من الدماغ بالكثير من محاولات الانتحار.
كما يوجد جين آخر يسمى SLC4A4، وهو يشارك في تنظيم درجة الحموضة في السائل الدماغي، وعادة ما ترتبط زيادة نشاط هذا الجين بارتفاع درجات القلق ونوبات الذعر. وفي الكثير من الأحيان يؤدي إلى ظهور أفكار انتحارية قوية.
تجدر الإشارة إلى أن ربط المؤشرات الحيوية والبيولوجية بالصحة النفسية هو موضوع مثير للجدل والاهتمام. فمنذ عام 2010، يمول المعهد الوطني الأميركي للصحة العقلية، دراسات متزايدة للبحث عن علامات بيولوجية أو تغيرات في الجسم تشكل دلالة على نوايا الانتحار. إذ وفي حين انخفض معدل الوفيات المرتبطة بالظروف الفيزيولوجية مثل أمراض القلب، تزايدت معدلات الانتحار في جميع الفئات العمرية في الولايات المتحدة، وكذلك الأمر في بريطانيا والسويد وسويسرا، بشكل مطرد منذ عام 2007.
اقرأ أيضاً: لا بدّ من زيارة للطبيعة
سنوياً، يتخذ نحو مليون شخص حول العالم قراراً بإنهاء حياتهم. ورغم كل الحملات، لم تنفع جهود الوقاية في الحد من معدلات الانتحار في معظم الدول، غالباً لأنه من الصعب جداً معرفة من يخطط للقيام بذلك، إذ أثبتت الدراسات أن أولئك الذين يفكرون جدياً في الانتحار هم الأكثر ميلاً لإخفاء هذا الأمر وعدم طلب المساعدة.
في الآونة الأخيرة، تمكن الباحث ألكسندر نيكوليسكو وفريق عمله من جامعة إنديانا في إنديانابوليس الأميركية من تطوير اختبار دم، يستطيع تحديد التغييرات التي تطرأ على جينات من يفكر في الانتحار. وتبين أن الاختبار ينفع جدياً لا سيما لدى الأشخاص الذين تم تشخصيهم بأمراض نفسية، أو المدمنين على المخدرات، أو من يملكون تاريخاً عائلياً لمحاولات الانتحار. ومن شأن تحديد النوايا الانتحارية مبكراً، مساعدة الأطباء على التحرك فوراً واتخاذ تدابير وقائية، مثل وضع الشخص تحت المراقبة، اعطائه أدوية معينة، تمديد مدة إقامته في المستشفى، وبطبيعة الحال، مصادرة الأدوات التي قد تكون خطرة على حياته.
لتطوير الاختبار، استغرق فريق نيكوليسكو سنوات عدة للعمل على عينات دم مأخوذة من 217 رجلاً خضعوا لعلاجات نفسية مختلفة. وقد قارنوا بين التغيرات الجينية لدى 37 منهم ممن طوروا مشاعر انتحارية، وبين عينات التشريح للجينات المأخوذة من 26 رجل ممن انتحروا فعلياً. وفي المحصلة، تمكنوا من تحديد 11 تغييراً في الجينات، مما يشكل علامات بيولوجية أكيدة لاكتشاف الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار.
اقترنت فحوصات الدم هذه مع تطبيق يضم مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى الكشف عن وجود نوايا انتحارية، وقد حققت التوقعات نجاحاً بنسبة 92 في المئة.
كما أثبت اختبار نيكوليسكو نجاحه في المصحات النفسية. واتضح أن الاختبار مفيد للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، بحيث نجحت توقعات الاختبار بنسبة 98 في المئة في تحديد من هم عرضة لتطوير أفكار انتحارية. واليوم، يستخدم هذا الفحص كأداة تشخيص يعول عليها بحيث يتم تحديد مدة بقاء المرضى النفسيين في المستشفى ومراقبتهم وأدويتهم بناء عليه.
اقرأ أيضاً: أميركية شجّعت حبيبها على الانتحار: جريمة أم حرية تعبير؟
من بين الجينات الـ11 التي تطرأ عليها تغييرات تظهر إمكانية وجود نوايا انتحارية، جين يسمى SKA2، وهو يؤثر بشكل غير مباشر على محور عمل غدة ما تحت المهاد الموجودة في الجزء السفلي الأوسط للدماغ، والغدة النخامية، والغدة الكظرية، وهي شبكة من أنظمة الدماغ المسؤولة عن الأفكار المتسرعة والسلبية. عندما ينخفض نشاط هذا الجين، ينشط عمل محور الغدد الثلاث بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور الأفكار الجامحة. ولطالما ارتبط فرط نشاط هذه المنطقة من الدماغ بالكثير من محاولات الانتحار.
كما يوجد جين آخر يسمى SLC4A4، وهو يشارك في تنظيم درجة الحموضة في السائل الدماغي، وعادة ما ترتبط زيادة نشاط هذا الجين بارتفاع درجات القلق ونوبات الذعر. وفي الكثير من الأحيان يؤدي إلى ظهور أفكار انتحارية قوية.
تجدر الإشارة إلى أن ربط المؤشرات الحيوية والبيولوجية بالصحة النفسية هو موضوع مثير للجدل والاهتمام. فمنذ عام 2010، يمول المعهد الوطني الأميركي للصحة العقلية، دراسات متزايدة للبحث عن علامات بيولوجية أو تغيرات في الجسم تشكل دلالة على نوايا الانتحار. إذ وفي حين انخفض معدل الوفيات المرتبطة بالظروف الفيزيولوجية مثل أمراض القلب، تزايدت معدلات الانتحار في جميع الفئات العمرية في الولايات المتحدة، وكذلك الأمر في بريطانيا والسويد وسويسرا، بشكل مطرد منذ عام 2007.
اقرأ أيضاً: لا بدّ من زيارة للطبيعة