هل تفقد لندن عرش تجارة الذهب؟

16 أكتوبر 2017
انخفاض تنافسية الذهب في أسواق لندن (فرانس برس)
+ الخط -

تواجه لندن تحديات على جبهات متعددة تهدد مكانتها التي تحتلها منذ قرون، باعتبارها المكان الذي يتداول فيه العالم الذهب. إذ قامت كل من بورصتي مؤسسة "سي أم آي غروب" و"إنتركونتيننتال إكستشينج" بإنشاء طرق جديدة لشراء وبيع المعادن الثمينة. 

ويشرح تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية أن حجم التجارة في نيويورك آخذ في الارتفاع، أما الصين، أكبر مشتر للذهب في العالم، فقدمت للمستثمرين طرقا جديدة للمراهنة على سعر الذهب.
 
وحسب التقرير "يوجد في لندن أكثر من سبعة آلاف طن من الذهب و32 ألف طن من الفضة، بقيمة تصل إلى حوالي 19 مليار دولار".
 
وانخفض متوسط الحجم اليومي الصافي للتداول بالذهب في لندن بنسبة 12% خلال شهرين إلى 18.5 مليون أونصة في أغسطس / آب.

وفي نيويورك، أكبر منافس للعاصمة البريطانية، قفز التداول في عقود الذهب إلى أكثر من 25% في الربع الثالث من الشهور الثلاثة الماضية.

ويخشى التجار من التغييرات في قواعد التداول ومتطلبات رأس المال في إطار ما يسمى إطار بازل 3 التي سوف تتأثر تكاليفها في لندن. وذلك بعدما فُرضت أسس جديدة للتداول وفق قواعد "ميفيد 2" (أنظمة توجيهات الأسواق المالية الأوروبية) و"بازل 3" لجعل التداول خارج البورصات أغلى، ما أضعف سوق لندن من ناحية الميزات.
 
وأكد اتحاد سوق السبائك في لندن في مذكرة أمس الأحد أن هذا قد يقلل من سيولة المعادن الثمينة حيث تترك البنوك السوق البريطانية بسبب ارتفاع التكاليف.

وقال ديفيد جورنال، العامل في أسواق المال في لندن، والمستشار بشأن التعامل مع التشريعات، "قانون توجيهات الأسواق المالية الأوروبية هو مجرد ألم، وهو ليس الوحيد. الناس لا يعرفون ما هو متوقع منهم". إذ إن التجار قد يواجهون تكاليف أعلى، مما يؤدي إلى تآكل الميزة الرئيسية للتداول خارج البورصة.

وشرح أن تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي قد دفع بالفعل بعض البنوك العالمية إلى النظر في نقل الموظفين من لندن إلى مدن أخرى في الاتحاد، ومن بينها المكاتب التي تقوم بتعاملات المعادن الثمينة.

وتراجعت التجارة المقاصة في لندن، دون نيويورك للمرة الأولى في عام 2016، وقال جورج جيرو، العامل في القطاع: "إنهم ينقلون أعمالهم من لندن".

وأضاف: "هناك المزيد من التقلب والمزيد من السيولة في كومكس وهي بورصة تجارة السلع في نيويورك"، مشيرا أيضا إلى ارتفاع في معدلات التداول عالية التردد والطلب على الملاذ والتحوط في أسعار أسهم قياسية باعتبارها اتجاهات إيجابية للتبادل.

وأوضح أن التحدي الأكبر في المدينة قد يأتي من تشديد القواعد التي تحكم الميزانيات العمومية للمقرضين على النحو المنصوص عليه في اتفاقية بازل 3. وقد أحبطت الجهود للاعتراف بالذهب كأصول سائلة عالية الجودة بسبب عدم وجود بيانات موثوقة عن أحجام التداول.

وقال كيت إيغيد، رئيس وحدة المعادن الثمينة في بورصة لندن، إن حجم التداول على الذهب سيصبح أكثر تكلفة وأكثر تحديا بالنسبة لبعض المشاركين نتيجة لقواعد بازل.

(العربي الجديد)
المساهمون